تكريم سلوم حداد، ومهرجان إيمدغاسن يُضيء سماء الجزائر
تكريم سلوم حداد، ومهرجان إيمدغاسن يُضيء سماء الجزائر

تكريم سلوم حداد، ومهرجان إيمدغاسن يُضيء سماء الجزائر – مرفق فيديو
خاص الدنيا
أضاءت أجواء مهرجان إيمدغاسن السينمائي الدولي في دورته الرابعة والعشرين، مساء أمس، بحفل افتتاحٍ مبهرٍ جمع بين الإبداع السينمائي والتقدير الفني، حيث كرّم المهرجان أربعة من أبرز النجوم العرب لمساهماتهم البارزة في المشهد الثقافي والفني العربي.
وكان نجم الحفل هو الفنان السوري الكبير سلوم حداد، الذي توج تكريمه بلحظةٍ رمزيةٍ لا تُنسى:
إذ قام بتقبيل العلم الجزائري، في إشارةٍ عميقةٍ إلى احترامه لتاريخ الجزائر وتراثها الفني، فانفجر الحضور في تصفيقٍ حارٍّ، وسط مشهدٍ عاطفيٍّ أثار إعجاب المتابعين عبر الشاشات والمنصات الاجتماعية.
وتأتي هذه اللحظة كتعبيرٍ عن روابطٍ أخويةٍ عميقةٍ بين الشعبين الجزائري والسوري، تتجاوز الحدود الجغرافية إلى حدود القلوب.
كما تم تكريم كلٍّ من:
الفنان التونسي صالح جدي، والفنانتين الجزائريتين دليلة حليلو ومليكة بلباي، في تقديرٍ لمسيرتهما الفنية الطويلة ولإسهاماتهنّ في تشكيل الهوية السينمائية والمسرحية الجزائرية.
وفي ظل تنوعٍ فنيٍّ استثنائي، يحتضن مهرجان إيمدغاسن هذا العام أكثر من 53 فيلمًا من 27 دولةً، ويُعدّ ضيف شرف الدورة هذه السنة دولة فيتنام، التي شاركت بسلسلة من الأفلام المستوحاة من ثقافتها الغنية وتاريخها السينمائي المتجدد.
وقد شهد الحفل حضوراً لامعاً لعددٍ من نجوم السينما العربية والعالمية، من بينهم الممثلة السورية روعة ياسين، التي أبهرت الحضور بإطلالتها الذهبية الجريئة، والتي كانت انعكاسًا لروح المهرجان المتحررة من الصيغ التقليدية، والمخرج المصري الكبير خالد يوسف، الذي ألقى كلمةً مؤثرةً حول “دور السينما في بناء الجسور الثقافية بين الشعوب”.
وتميزت فعاليات المهرجان ببرنامجٍ غنيٍّ ومتنوع، يجمع بين عروض سينمائية دولية، وحفلات موسيقية تلتقي فيها أنغام الأوركسترا بالموسيقى الشعبية الجزائرية، فضلًا عن فقرات تراثية أصيلة تستلهم رقصات وأزياء من مختلف مناطق الجزائر، لتعيد إحياء ذاكرةٍ ثقافيةٍ حيةٍ تنبض بالحياة.
ومن الجدير بالذكر أن مهرجان إيمدغاسن، الذي يُعدّ من أعرق وأهم المهرجانات السينمائية في شمال إفريقيا، يواصل عامًا بعد عام تعزيز مكانة الجزائر كمركزٍ ثقافيٍّ إقليميٍّ رائد، يفتح أبوابه للإبداع دون حدود، ويرحب بالفنانين من كل الأطياف، في رسالةٍ واضحةٍ: السينما ليست حدودًا، بل جسرٌ للإنسانية.
همسة من قلب المهرجان:
إن ما جمع بين سلوم حداد والعلم الجزائري لم يكن مجرد لحظةٍ درامية، بل تعبيرٌ عن عمق الروابط التاريخية والثقافية التي تربط الشعبين. أما اختياره للبس الكاجوال، فهو تعبيرٌ عن طبيعة المهرجان المفتوحة، التي لا تفرض قيودًا على الأزياء، بل تشجع الأصالة والراحة في التعبير، ففي الفن، لا يُقاس الأناقة بالبذلة، بل بالقلب.
تحيةٌ خالصةٌ من “الدنيا” إلى الجزائر، أرض الكرامة والفن، وإلى شعبها الشقيق، الذي يُحيي كلَّ يومٍ مجدَ الثقافةِ والوفاء.
فيديو التكريم