التوسع الصيني في مصر يدخل مرحلة جديدة
التوسع الصيني في مصر يدخل مرحلة جديدة

التوسع الصيني في مصر يدخل مرحلة جديدة
خاص الدنيا
التوسع الصيني في مصر يدخل مرحلة جديدة: شركة “تيدا” تستهدف 10 ملايين متر مربع في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
تشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين دفعة قوية في الآونة الأخيرة، حيث كشفت تصريحات حديثة لرئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس عن خطط طموحة من قبل الشركة الصينية Teda تيدا، التي تعمل في مصر منذ نحو 17 عاماً.
أعلن وليد جمال الدين، رئيس الهيئة، خلال مشاركته في مؤتمر التعاون والتبادل الاقتصادي بين منطقة الخليج الكبرى (قوانغدونغ) ومصر، أن الشركة الصينية تسعى للحصول على مساحة هائلة تصل إلى 10 ملايين متر مربع داخل نطاق المنطقة الاقتصادية — أي ما يعادل مساحة مدينة كبيرة!
هذه الأراضي ستُخصص على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى : 4 ملايين متر مربع
المرحلة الثانية : 4 ملايين متر مربع
المرحلة الثالثة : 2 مليون متر مربع
وبعد الحصول على الموافقات الرسمية من مجلس إدارة الهيئة، سيبدأ تنفيذ المشروع الذي يعكس مدى ثقة المستثمرين الصينيين في البيئة الاستثمارية المصرية.
كيف بدأت قصة “تيدا” في مصر؟
تعتبر شركة تيدا من أبرز الشركات الصينية العاملة في مصر. ولعبت دوراً محورياً في تطوير المناطق الصناعية داخل مدينة العين السخنة ، حيث قامت حتى الآن بتطوير أكثر من 7 ملايين متر مربع من الأراضي، بحسب بيانات الهيئة.
ومؤخراً، حصلت الشركة أيضاً على 3 ملايين متر مربع إضافية ضمن خطة توسعية أوسع تهدف من خلالها إلى زيادة عدد المصانع في المنطقة من 220 مصنعاً حالياً إلى 1000 مصنع بحلول عام 2030.
وتتركز هذه التوسعات على صناعات ذات قيمة مضافة عالية مثل:
- السيارات والنقل الذكي
- الإلكترونيات والتكنولوجيا المتقدمة
- الغزل والنسيج
وهذا التوجه لا يخدم فقط السوق المحلي، بل يركز على التصدير للخارج ، وهو ما يتماشى مع استراتيجية الدولة لتقليل الاعتماد على الاستهلاك الداخلي وتنمية الصادرات.
الصين تهيمن على المشهد الاستثماري
بحسب تصريحات جمال الدين، فإن الصين تسيطر على أكثر من 60% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المنطقة الاقتصادية خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث بلغت استثماراتها نحو 4 مليار دولار من أصل 8.3 مليار دولار إجمالي الاستثمارات خلال نفس الفترة.
أما النسبة الباقية، فتأتي من المستثمرين المصريين والمجموعات الاستثمارية الأخرى ، لكن الهيمنة الصينية واضحة وملحوظة في هذا القطاع الحيوي.
وقال جمال الدين إن الهدف ليس فقط جذب أكبر عدد من الاستثمارات، بل استقطاب استثمارات نوعية تخدم الاقتصاد الوطني وتخلق فرص عمل وتساهم في بناء صناعة حقيقية في مصر، وليس مجرد مصانع لتغذية السوق المحلي.
نجاحات متتالية في منطقة القنطرة غرب
وفي سياق متصل، أعلن جمال الدين عن توقيع العقد رقم 20 ضمن مشروع جديد في قطاع الغزل والنسيج داخل منطقة القنطرة غرب الصناعية ، ما يرفع إجمالي الاستثمارات المتعاقد عليها في هذه المنطقة إلى حوالي 600 مليون دولار .
كما أوضح أن الهيئة تلقت 10 طلبات استثمارية جديدة من مستثمرين مهتمين بتنفيذ مشاريع صناعية في القنطرة غرب، تشمل مجالات:
- الغزل والنسيج
- الصناعات الغذائية
وهو مؤشر واضح على تنامي الثقة في البنية التحتية والاستقرار التنظيمي في المنطقة، خاصة بعد تحديث السياسات الجاذبة للمستثمرين.
استراتيجية تحويل المنطقة الاقتصادية إلى مركز لوجستي عالمي
كل هذه الخطوات تأتي ضمن رؤية أوسع لدى الحكومة المصرية لإعادة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى دورها التاريخي كممر استراتيجي للتجارة العالمية، ولكن هذه المرة بتركيز كبير على الصناعة والخدمات اللوجستية .
وتتميز المنطقة بموقع جغرافي مميز يربط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، إلى جانب بنية تحتية متقدمة تضم موانئ حديثة، وشبكة طرق متطورة، ومرافق صناعية مجهزة.
شركة تيدا الصينية تخطط للحصول على 10 ملايين متر مربع في المنطقة الاقتصادية.
تركّز الشركة على التصدير وصناعات التكنولوجيا العالية .
الاستثمارات الصينية تسيطر على أكثر من 60% من الإجمالي في المنطقة.
تم توقيع 20 عقداً في القنطرة غرب، بإجمالي استثمارات 600 مليون دولار .
مصر تسعى لجذب استثمارات نوعية وليس فقط كميات ضخمة.
المصادر:
- تصريحات وليد جمال الدين ، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، عبر وسائل الإعلام المحلية والعربية (2024).
- تقارير صادرة عن الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس .
- موقع CNBC عربية – تغطية لنشاط الاستثمارات الصينية في مصر.
- دراسات اقتصادية من البنك الدولي حول بيئة الاستثمار في مصر.