أدب وفن ورياضةاخبار الدنيا
أخر الأخبار

الحب والسياسة

الحب والسياسة

الحب والسياسة

هل هناك للحب والعشق مكاناً في قطار السياسة الذي لا تقوده سكة ولا اتجاه … « وإذا كانا » يتلاقيان عنده أولا يلتقيان …؟
غني عن البيان أن الحب لاقواعد له ولا معايير .. لاتاريخ له ولا عمر .. لا زمان له ولا مكان . على أني وقد مارست السياسة وعلى قيد الحب مازلت اتنفس ، فقد لمستُ ثمة تشابهات بين السياسة والحب سواء في بعض الأدوات والآليات والإحتياجات ، أوفي الأساليب والطرائق المفضية إلى النجاح في هذا وذاك …
(2)
بين الحب والسياسة – وقد عشتُ كلاهما – ثمة تشابهات وتقاطعات .. قد يبدو ذلك للوهلة الأولى غريباً ، وعن الحقائق بعيداً ، وعند البعض مستحيلاً . فرب قائل أو قائلة : أين الحب من السياسة …؟
فالحب نعمة من السماء ، فيما السياسة قد تبدو في رأي البعض نقمة وبلاء . الحب شديد الرومانسية ، بينما السياسة شديدة الشبق دائماً للواقعية الصادمة.. على أني لا أجازف بتقديراتي إذا أكدتُ أن الحب والسياسة يتشابهان ويتقاطعان في حاجة كل منهما إلى الذكاء والبهاء وإلى الفن والتكتيك …
(3)
فكما العمل السياسي يتطلب الذكاء والدهاء ، كذلك هو الحب والعلاقة مع المرأة تتطلب مساحة واسعة من الذكاء والبهاء والدهاء الإيجابي بما يقتضيه من ذكاء القول والفعل . وفي حالات كثيرة تبدو الحاجة ماسة بين طرفي العلاقة لتدوير الزوايا ولكثير من المرونة والواقعية والمهادنة والأخذ والرد واختبار النوايا وبناء جسور الثقة .. وهو مانحتاجه عادة في صلب العمل السياسي بامتياز …
(4)
وفي قناعتي فإن العلاقة العاطفية – كما السياسة – التي يغيب عن طرفيها الذكاء والحكمة والحنكة والدراية هي عرضة للإهتزازات والأمراض المفضية إلى تفكك روابطها واماتتها . ذلك فإن الذكاء العاطفي في الأداء يحصن العلاقة ويحول دون سقوطها في دوامة الملل والكلل ويجنبها بعضاً من الخلل والزلل ويحول إلى هذا الحد أو ذاك دون دخولها في نفق المهاترات و الصراعات وتأجيج التناقضات .
(5)
وكما هي السياسة تحتاج إلى الفن والتروي وبعض المراوغة والمناقشة والتكتيك كذلك هو الحب بامتياز ، إذ لاحب أنيق ورقيق ومتألق ومتميز دون ذوق كبير وفن وفير .. انه لاشك فن إدارة العلاقة وتحصينها من المطبات وتأجج التناقضات .. وانه التكتيك في التعامل مع المرأة ، ما يضمن النجاح في تقدير كل موقف باحتياجاته ومقتضياته من جرعات الحنان والأمان ومن كلمات الغزل وعبارات العسل ونوبات القبل …

سامر العطري

زر الذهاب إلى الأعلى