الدنيا مثل هذا اليوم
أخر الأخبار

الحكم الذي نريده

الحكم الذي نريده

الحكم الذي نريده

بين عشية وضحاها شيعت الأمة حكومة واستقبلت أخرى، شيعت حكومة تم في عهدها الجلاء، وتحققت للبلاد كثير من أمانيها السياسية والوطنية، وإذا كان لا بد لنا أن نذكر الوزارة الذاهبة في شيء، فإنما نذكر لها اهتمامها في الحقل السياسي والوطني دون القيام بغيره من واجبات الحكم.

ولقد أحسنت الحكومة السابقة في الاستقالة، لأن اهتمامها كان منصرفاً إلى تحقيق الجلاء، فتم لحسن حظها أيام حكمها، وأصبحت البلاد بعد ذلك بأشد الحاجة إلى إصلاح داخلي يشمل كل مدينة من المدن السورية بل كل قرية وكل مشروع وربما كل قانون وموظف1!..
إن البلاد التي قاست من حكم الأجنبي ألوناً شتى من العذاب والاضطهاد، والتي صرفت كل جهتها وكل قواها وتفكير رجالها في سبيل تحقيق الأماني القومية والوطنية، تتطلع اليوم إلى لون جديد من ألوان الحكم، تتطلع إلى لون من الرجال يصرفون جل اهتمامهم في سبيل إصلاح البلاد والنهوض بها من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والفنية والعمرانية.
لقد شاءت الظروف السياسية التي مرت بها البلاد أن يهمل المسؤولون كل ناحية عدا مكافحة الأجنبي، وأن يتجاهلوا كل حاجة إلى إصلاح، وأن يوحدوا القوى في سبيل تحقيق الاستقلال.

فكان من جراء ذلك أن أهمل المسؤولون الحياة الاقتصادية وأن تأخرت الحياة الزراعية، وشقي الفلاح، وعشعشت الأمراض في القرية.
أما الفنون فقد أهملتها الحكومات المتعاقبة إهمالاً مزرياً حتى أصبحنا نتلفت إلى الفن فنجده مزدهراً في كل بلد عربي عدا سورية.

وبعد فيا رجال الحكومة الصاعدة إلى مناصب الحكم، عليكم أن توجهوا كل عنايتكم واهتمامكم إلى ما أهملته الحكومات السابقة في شتى العهود الماضية فالبلاد بحاجة إلى حكم ينقذ اقتصادياتها، ويشجع فنونها، ويساعد فلاحها، وينشئ لها المؤسسات العلمية والثقافية، ويشجع حركة العمران، وإصلاح القوانين ومراقبة الموظفين ومحاربة الرشوة التي عمّت أكثر الموظفين والدوائر.
البلاد بحاجة إلى هذا اللون من الحكم، وكل حكم يقوم على غير هذا الأساس سيكون مصيره إلى الفشل.

عبدالغني العطري

مقال الحكم الذي نريده
مقال الحكم الذي نريده

 

زر الذهاب إلى الأعلى