أدب وفن ورياضة
أخر الأخبار

هل صارت السينما أداة تسويق لثقافة العنف؟

هل صارت السينما أداة تسويق لثقافة العنف؟

هل صارت السينما أداة تسويق لثقافة العنف؟

أمضيتُ ساعات الليل الأخيرة أمس الأول وانا أتابع على أحدى الفضائيات العربية فيلماً حديثاً من السينما العربية وقد حفل، من أسف، بمشاهد العنف موزعة بين ضرب وقتل  ودماء .. بشكل تختل معه المعاييرالأخلاقية كافة ناهيكم عن البنية المتخبطة والمأزومة لفكرة الفيلم .. مايوصلك  بحق إلى عتبات الإشمئزاز والتقزز من هكذا مشاهد .. فالحوار بالقوة  .. والتفاهم بالضرب .. والحسم  بالمسدسات والرصاص  والدماء المتطايرة ..

ناهيك  عن الإيحاءات الجنسية الفاقعة والرخيصة التي تحاكي الغرائز وتغفل المشاعر .. يتخلل الفيلم مجموعة مشاهد مصورة على طريقة  مايعرف بأفلام “الأكشن “…

سألتُ نفسي ماهذا الإنحدار المرعب ..؟
وماهذه السعدنة الغبية في التقليد  …؟

فهل يصح تقليد بعض المنتجين والمخرجين لبعض افلام الأكشن بهذا الشكل  السطحي  كي يتحفونا بهكذا  مشاهد  تحرض الغرائز البدائية في الإنسان وتجافي قيم الحق والخير والجمال …؟

وهل أصبحت مهمة السينما العربية الجديدة تسويق ثقافة العنف ..؟ وتأصيلها في اللاوعي الجمعي لدى الجيل الجديد  ..؟

أحسبُ ان في هذا النهج  انحراف كبير وخطير ستظهر آثاره لابد  جلية على المدى المتوسط والبعيد في تشكيل وعي النشىء الجديد ..

فهل تراها الجهات المنتجة لهكذا  أفلام تجارية ضحلة ومستفزة تدرك  خطورة ماتقوم به .. ؟

أم تراه في الكواليس  من يوحي  لها بهكذا نهج تتبناه وتعمل على اساسه ومقتضاه ..؟

على أن المفارقة المضحكة حقاً   أن دول الإتحاد الأوروبي التي يقلدون أفلامها  بغباء وسطحية  تنبري الآن لمناهضة العنف عبر مراكز متخصصة من أبرزها مركز andles لمناهضة العنف وتعليم التسامح .. حيث توصي هذه المراكز بعدم تشجيع افلام العنف في الوقت الذي نبدأ  فيه بشرقنا العربي  بإنتاج هذه العينات  المؤذية حقاً للبنية النفسية والفكرية لإنساننا فنسهم بتخريبه بدل الإسهام  في صناعته وتحضيره على الوجه الصحيح ..

مؤسف جداً هذا التحول الكبير والخطير  في نهج السينما العربية التي كانت تسوق ثقافة الحب وتروج لقيم الحق والخير والجمال ..  فأصبحت تتبنى  ثقافة العنف والقتل والمخدرات  والإنحرافات  والإرتكابات  ..

الأمر بتقديري لايستهان بمفاعيله إذا أخذنا في حساباتنا قدرة  الأفلام هذه في  استقطاب جمهور  الأطفال والشباب المراهقين  ممن يتشكل وعيهم  .. فنكون بذلك كمن يصنع السم  دون ملاحظة محاذيره .. أو كمن يزرع  بذوراً مسمومة  لايدري مر حصادها  ..

سامر العطري

 

زر الذهاب إلى الأعلى