الصين تقلب موازين الحرب: قذائف 155 ملم تتحول إلى طائرات انتحارية دون طيار
الصين تقلب موازين الحرب: قذائف 155 ملم تتحول إلى طائرات انتحارية دون طيار

الصين تقلب موازين الحرب: قذائف 155 ملم تتحول إلى طائرات انتحارية دون طيار
خاص الدنيا
في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، كشفت تقارير صينية مؤخراً عن تحويل قذائف مدفعية عيار 155 ملم إلى طائرات بدون طيار من نوع “كاميكازي”، يمكنها التوجه ذاتياً نحو الأهداف وتفجير نفسها بدقة عالية.
هذه التقنية الجديدة التي أُعلن عنها في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في آسيا والمحيط الهادئ، قد تكون بمثابة ثورة حقيقية في ساحة القتال الحديث، وربما تعيد تعريف معنى المواجهة البرية والتكتيك العسكري.
اللافت في الأمر ليس فقط فكرة التحويل نفسها، بل القدرة على إعادة استخدام ذخائر تقليدية كانت تُطلق مرة واحدة وتنتهي مهمتها بعد اصطدامها بالهدف أو سقوطها، لتصبح الآن ذخيرة “ذكية” تستطيع التحليق لمسافة معينة، واستهداف العدو بدقة أكبر.
كيف تحولت القذيفة إلى طائرة انتحارية؟
لا تزال التفاصيل الفنية محاطة بهالة من الغموض، لكن ما تم تسريبه من مصادر متخصصة يشير إلى أن المهندسين الصينيين قاموا بتزويد قذائف الهاوتزر ذات العيار الكبير (155 ملم) بأجنحة قابلة للطي، وأنظمة توجيه إلكترونية دقيقة، إضافة لمحركات صغيرة تسمح لها بالانطلاق من موقع الإطلاق و التحليق لعدة كيلومترات قبل أن تنقض على هدفها بمنتهى الدقة.
بمعنى آخر، تحولت القذيفة من سلاح غير دقيق إلى طائرة دون طيار قاتلة، تشبه في مهمتها الطائرات الانتحارية الإيرانية المعروفة بـ”شاهد”، لكنها تتميز بأنها تُطلق من مدافع موجودة في كل جيش تقريباً، مما يجعل هذا السلاح قابلاً للانتشار السريع والواسع.
لماذا هذه الخطوة مهمة استراتيجياً؟
الجواب ببساطة يكمن في الاقتصاد العسكري، القذائف المدفعية رخيصة الثمن مقارنة بالطائرات المسيرة أو الصواريخ الموجهة، وإذا كان بالإمكان تحويلها إلى أسلحة ذكية فتاكة بتعديلات بسيطة، فإن الجيوش ستتمكن من شن هجمات دقيقة بتكاليف زهيدة، وهو ما يعني زيادة هائلة في الكفاءة القتالية.
إذا استخدمت هذه الذخيرة في ساحة المعركة، فقد تتحول معارك المستقبل إلى حروب “ذكاء” أكثر منها حروب “قوة”.
فالجندي الذي كان يختبئ خلف التلال أو في مواقع محصنة لن يشعر بالأمان بعد اليوم، لأن قذيفة قد تحلق بصمت في الجو لتستهدفه بدقة لا ترحم.
هل سيغير هذا الواقع العسكري العالمي؟
بالفعل، نعم. هذا النوع من التكنولوجيا، إذا نجح بشكل كامل، فإنه يقلب المعادلات الحالية.
الدول التي لا تملك ميزانيات ضخمة لشراء الطائرات المقاتلة أو أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، ستكون قادرة على امتلاك سلاح فتاك يُمكنها من شن عمليات قنص جماعي ضد العدو، حتى لو كان أكثر تطوراً.
وهنا تظهر أهمية التحول الاستراتيجي في الفكر العسكري الصيني، الذي يسعى إلى تحقيق تفوّق تكنولوجي عبر ابتكارات عملية تدمج بين الرخيص والفعّال، وهو النهج الذي بدأت تتبنّاه أيضاً بعض الدول مثل إيران وروسيا في السنوات الأخيرة.
مصادر الخبر:
- تقرير نشرته صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” (SCMP) في 28 أبريل 2024.
- تحليلات من موقع “Jane’s Defence Weekly” حول التطورات التكتيكية في مجال الذخائر الذكية.
- معلومات تقنية من منتدى الدفاع الصيني “Army Recognition”.