أدب وفن ورياضةالدنيا مثل هذا اليومسورية والعالم
أخر الأخبار

عبد الغني العطري يحاور أم كلثوم في دمشق

العطري يحاور أم كلثوم في دمشق

قصة شيقة وحوار ممتع أجراه عبد الغني العطري مع السيدة أم كلثوم والسؤال كيف وصلت أم كلثوم إلى دمشق؟
الدنيا – العدد الثاني ـفي صباح أول أمس الباكر ( الخميس ) دق جرس التلفون في فندق الأوريان بالاس يطلب المدير على عجل . ونودي على المدير ، فإذا بالمتكلم بيروت ..
ــ هنا فندق النوماندي … لقد حضرت أمس من القطر المصري مطربة الشرق الآنسة أم كلثوم ، وستمكث اليوم الخميس ويوم غد الجمعة حتى الظهر ، ثم تسافر إلى دمشق عند الظهيرة فنرجو أن تحجزوا لها جناحاً خاصاً عندكم.
ــ وهل هي قادمة وحدها أم برفقتها أفراد تختها والجوقة المعروفة ؟
ــ لقد وصلت أمس وحدها. وهي تريد أن يظل أمر وصولها مكتوما ، لأنها تريد النزهة والترويح عن النفس فقط، ولا تريد أن يعلم بوجودها أحد. لذا أرجو التكتم في أمر زيارتها .
ــ طيب ! . طيب ! . مع السلامة !
إلى هنا انتهت المخابرة بين دمشق و بيروت و في صباح يوم أمس الجمعة كان الخدم في الأوريان يهيئون الجناح المطلوب للمطربة الكبيرة، دون أن يكون لهم علم بشخص الزائرة التي ستشغل الجناح .
وقد ظل نبأ قدوم (( صاحبة العصمة )) مكتوما حتى ظهر أمس الجمعة حيث هيأ الله لي صديقاً ابن حلال تلفن لي بالخبر من بيروت .
وفي الساعة الثالثة من بعد ظهر أمس وصلت أم كلثوم على سيارة خاصة إلى الاوريان بلاس و نزلت في الجناح الخاص الذي أُعد لها في القسم الغربي من الفندق .
و في الموعد الذي حدده صديقي (( ابن الحلال )) هرولتُ إلى الاوريان بالاس مسرعاً لعلمي بأن أحداً لم يتصل به نبأ وصول أم كلثوم إلى دمشق .
قصدت من فوري مدير الفندق وهمست في أذنه بأن نبأ خاصاً أكيداً وصلني من بيروت عن وصول أم كلثوم إلى دمشق .
و نظر إلي صاحب الفندق و الدهشة آخذة منه كل مأخذ و لسان حاله يقول:
من هو اللعين الذي أنبأك بالأمر؟
و حاول نفي الخبر و التملص و لكني أكدت له أنه من رابع المستحيلات أن أغادر الفندق قبل أن أقابل مطربة الشرق، و وعدته بالمقابل أن أكتم الخبر على أعز الناس إلي، فيما إذا سهل لي مهمتي .
و لما علم بأن الأمر لا يحتمل الأخذ و الرد و خشي أن أذيع الخبر في المدينة انتحى بي جانبا وهمس:
ــ الآنسة لا تريد أن يعلم أحد بأنها في دمشق إنها قادمة في نزهة تريد زيارة دمشق في الربيع لترى زهورها وغوطتها الفيحاء.
و أكدت له بأني سأكتم الخبر.
و كان بعد ذلك أن هيأ لي مقابلة الفنانة الكبرى التي استقبلتني بترحاب عظيم وقالت :
ــ أريد أن تحافظ على السر.
ــ و أي سر تعنين يا آنستي؟
ــ سر وجودي في العاصمة الأموية.
ــ فقلت سمعا و طاعة يا مولاتي !
و لكني أطلب مقابل ذلك إجابتي عن هذا السؤال:
ــ كم يوماً ستمكثين في دمشق؟
ــ فترددت ثم قالت (( ما اعرفش )) و لكنها ابتسمت و قالت :
ــ أنت عايز الحق؟ يومين كمان!
ــ و إلى أي بلد ستذهبين؟
ــ سأعود إلى بيروت و منها إلى مصر.
ثم ((تغالظت)) عليها و سألتها أن تريني نيشان الكمال الذي أهداه إلى عصمتها جلالة الملك فاروق فاعتذرت بوجوده في مصر و لكنها أخرجت صورته من حقيبتها و قدمتها إلي.
فأخذت أتأمل بها و أنا أقول:
ــ مبارك يا صاحبة العصمة. الله لا يحرمنا من جلالة الملك!
و أجابت بلهفة!
ــ آمين .. آمين …! يا رب.
و كانت علامات التعب تبدو عليها فودعتها على أن نلتقي صباح غدٍ الأحد لتدلي إلى قراء ((الدنيا)) قبل سفرها بحديث شجون .
إن ((الدنيا)) بأسرها ترحب بك يا ام كلثوم وتعتذر عن إذاعة السر الذي تفضلت و طلبت كتمانه و ترجو أن تكتم لك من الأسرار ما هو أكثر خطورة !! ..
زر الذهاب إلى الأعلى