العمر رأس مالنا الحقيقي: كيف نوقف هدر الوقت ونصنع ذكريات جميلة؟

العمر رأس مالنا الحقيقي: كيف نوقف هدر الوقت ونصنع ذكريات جميلة؟

ما أضيَعَ اليومَ الذي مَرَّ بي           من غيرِ أن أهوى وأن أعشقَ

لسنا هنا في صدد توجيه دعوة مفتوحة إلى العشق والشغف والوله على لسان شاعرنا المبدع عمر الخيام .. وإن كنا نؤيد رأيه في جانب مما يقول …

بل  دعوتنا هنا إنما هي إلى الإنتباه على رأسمالنا الحقيقي “العمر”، ومحاكمة عقارب الساعة التي لاتكف عن الدوران قاطعة بكل دورة بعضاً من أوراق حياتنا ..

عمر الإنسان مجموعة أيام تطول أو تقصر.. والطول  والقصر نسبيان، فإذا أهدر المرء وقته  فهو بالتحقيق يهدر عمره الذي يعده أثمن مايملك ..

وانا لاأزال من القائلين ان أعمارنا هي رأسمالنا الحقيقي ..

لاتأسفوا على مال ضاع وتبدد وتبخر، بل على وقت قد مضى محال لنا ومستحيل تعويضه ..

قديماً كان سلفنا الصالح يبكون على يوم مضى من حياتهم دون جدوى أو فائدة أو سعادة ومتعة  .. وفي يقينهم  انه  لاشيء يعوض يوماً مضى من العمر ..
فما بالنا  نبدد الوقت  ونهرب من الأيام .. فيما هي الأيام والليالي  هاربة من أعمارنا ..

هل حقاً نحن العرب بوجه عام لاندرك قيمة الوقت .. رغم كونه  رأسمالنا الحقيقي ..؟
من يقتل الوقت فكأنما يقتل روحه، وسيندم يوم لاينفع الندم، لأن الأيام لن تعود ..

أَمْسِ الذي مَرَّ على قُرْبِهِ         يَعْجَزُ أَهْلُ الأَرْضِ عَنْ رَدِّهِ

لندرك حقيقة  حاضرة بجلاء لكنها تغيب عنا  قيمة العمر الذي نضيعه هدراً وهباءً .. تارة في مهاترات وتجاذبات .. وتارة في كيديات ونكايات ..

ليكن العمر أغلى وأعز مانملك ،كي نحسن إدارته  واستثماره وتوظيفه على الوجه الأفضل والأجمل والأمثل .. وكي نجعل من يومنا ذكرى جميلة لغد قادم ..

د. سامر العطري