
الفهم فضلوه عن العلم
خاص الدنيا
مقولة جميلة وبليغة وعيت عليها منذ نعومة الأظفار كانت جدتي تلك السيدة الدمشقية الجميلة العريقة ” رحمها الله ” ترددها عند تقييم أداء بعض الناس المحدودين والمأزومين والإشكاليين .
ولما كنتُ سليل عائلة تقدس العلم والفكر كنتُ ببراءة اسألها :
– كيف نفضل الفهم على العلم ..؟ أوليس العلم هو أساس كل شيء من تقدم ونهوض وارتقاء … ؟
– فكانت تقول لي : وكيف يركب العلم في عقول ونفوس تخلو من الفهم والذوق ..؟ الفهم يابني هو الأساس ..
أعترف أن الحكمة هذه ظلت حاضرة في مسامعي محل جدل وتأمل واخذ ورد إلى أن أقتنعت بعد حياة اجتماعية وعملية صاخبة أن الفهم يسبق العلم حقاً ، وأن الذوق السليم أساسه الفهم الصحيح . فمن فاته العلم يمكنه تدارك مافاته وتعويضه في أي مرحلة لاحقة من الحياة .. فالعلم ، كما نعرف جميعاً ، من المهد إلى اللحد …
أما من كان دون فهم و ذوق – والعياذ بالله – ،فإن الشهادات الأكاديمية والجامعية والمراتب كافة لن تزينه ولن تضيف له مزايا الفهم والذوق والرهافة والأناقة واللياقة . بل سيبقى مجرد شخص متلون ومتقلب ناقص بامتياز يتجمل بشهادات تخصصية كما المرأة متواضعة الجمال تتزين بالكثير والوفير من الميك آب والكريمات والإكسسوارات ..
.
فالفهم ميزة تولد مع الإنسان والذوق موهبة خاصة وهدية حباها الله تعالى لبعض الناس المتميزين …
وهنا علينا الا ننسى رأي ” فولتير ” وهو القائل :
” أعطني ذوقاً .. وخذ علمي كله ..”
فالأدب والفهم والذوق وشدة الملاحظة والحس المرهف مزايا كبرى أراها بمثابة حلية وزينة مشتركة للرجال والنساء معاً . ولست اغالي إذا اكدت انها جينات ومورثات تتشكل وتنمو عبر التربية السليمة والبيئة الراقية . فهنيئاً وألف من القلب لمن حباه الخالق العظيم بتلك الهدايا وزينه بتلك المزايا والمرايا ..
د. سامر العطري