الموسيقى تجعلنا نفكر أن الحياة ليست غلطة
الموسيقى تجعلنا نفكر أن الحياة ليست غلطة
الموسيقى تجعلنا نفكر أن الحياة ليست غلطة
كلما مارستُ طقوس الإستماع إلى الموسيقى الراقية والغناء المحترم رفعتُ القبعة احتراماً للفيلسوف ” نيتشه” الذي يعتبر فن الموسيقى مدخلاً لتعديل نظرتنا للحياة …
فمنذ عهد الطفولة وأنا بحالة إدمان على الموسيقى لا شفاء منها ولا براء . ولعل البيت الذي تربيتُ في رحابه وأخوي الغاليين فيصل وبسام قد زرع لدينا تلك الذائقة والنزعة الفنية والجمالية.
إذ مازلتُ أذكر بكثير من الشوق والحنين كيف كنتُ أنفق مصروفي في مراحل الدراسة والجامعة أينما ذهبتُ وحللتُ وسافرتُ على شراء أجهزة التسجيل وملحقاتها الأكثر ضخامة وتميزاً وتطوراً وإقتناء الأسطوانات والأشرطة المسجلة لكبار الموسيقيين والمبدعين حتى أصبح لدي مكتبة موسيقية تضم معظم أنواع الموسيقى ونوادر الغناء العربي، مكتبةً وأرشيفاً موسيقياً يوازي كبار الهواة على مستوى المنطقة.
وقد تلقيت عروضاً عديدة لبيعها بمبالغ كبيرة لبعض الهواة والفنانيين، لكني اعتذرت وآثرت الإحتفاظ بها رغم ضيق وقتي لمتابعة عشقي القديم وحبي الثابت، ولطالما استمعتُ الى الموسيقى كهاوٌ ومتذوّق لفنونها في ذروة متاعب وتحديات أجتازها، فوجدتُ فيها السلوى والسبيل لتغيير المزاج وشحن النفس بالقوة والسكينة وتحفيزها بالأمل والكثير من الطاقة الإيجابية ..
أوصيكم أيها الأحبة بالإستماع للموسيقى العالمية والغناء الجميل الذي يجمع جمال الكلمة إلى جمال اللحن والصوت ورهافة الإحساس ففيمها وصفةٌ جاهزةٌ وخلطةٌ سحرية تكفل تعديل مزاجكم، و تدعوكم للتصالح مع الحياة ورؤية الجمال فيها بعين الفن والأمل والحب ، ومن ثم التسامي والترفع عن أخطاء الغير…
وهنا يحضرني رأي ” أفلاطون ” في الموسيقى ، وهو القائل:
“من حزن فليسمع للأصوات الطيبة، فإن النفس إذا حزنت خمد منها نورها ، فإذا سمعت مايطربها اشتعل منها ماخمد”
سامر العطري