بتوجيه رئاسي ايقاف العمل بالمرسوم 66

دمشق – محليات -بتسام مغربي
العودة عن المرسوم الذي لم تُستشر فيه وزارتي: وزارة الإدارة المحلية ووزارة الاسكان ولا هيئة التخطيط الاقليمي ، وتمت صياغته بعجالة خلال بضع ساعات تعد على أصابع اليد الواحدة تنفيذاً لرغبة الأسد في إصداره بأسرع وقت .
إن إيقاف المرسوم هو انتصار حقيقي للأهالي المنكوبين ولدمشق التي شوه التخريب العمراني والمصالح السلطوية عمارتها وبنيتها العمرانية ونسيجها العمراني القديم، وبساتينها التي قُطعت أشجارها المعمِّرة والمثمرة .
أي جور وظلم هذا الذي تعرضت له المدينة التي بقيت بلا مخطط عمراني نظامي خمسين سنة؟!
لقد ُشوهت عمارة دمشق بالمخططات الانفرادية والمخالفات المحمية، ومصالح المتنفذين وسلطة المحافظين الذين كانوا أدوات لتنفيذ المآرب بتوجيه رئاسي واهتمام من السيد المحافظ، وتلبية لتلك الاصوات المقهورة التي تم أخذ أراضيها وبساتينها وتهجيرها تم ايقاف العمل بالمرسوم 66.
هذا المرسوم هو أبعد مايكون عن التنظيم العمراني لأنه يشكل غطاء لتنفيذ مصالح المتنفذين ورجال السلطة.
كنت قد كتبت في صحيفة البعث تحقيقاً موسعاً بعنوان (متاهة المرسوم 66) ، الذي نشرت فيه الأخطاء والأخطار ومخالفات القوانين ، على أمل والمصالح الخاصة بدءاً من رأس الهرم إلى أذرعه وأصدقائه .
هل سمعتم بمدينة بلا مخطط؟…لا أظن ولن نسمع!!
وأي مدينة تلك التي بلا مخطط !!!
إنها المدينة الأعرق والأجمل…
التي حولتها مرتزقة المال والقضاء والسلطة إلى مدينة بلا هوية ولا موارد ولاخبرات تصميمية ، وقد استنفدوا مواردها وخيراتها لابل أجبرت سكان المحافظات الأخرى على هجر أراضيهم والهجرة إليها، فماتت زراعتهم، وتصحر بساتين دمشق بفعل العشوائيات وتراجعت الزراعة وتلوث الهواء، وباتت دمشق الجميلة، مدينة يصعب العيش فيها، وزادت الأزمة بتشويه وتخريب أحيائها من فازدادت مشكلة السكن والإيجارات وغلاء المعيشة .
يبدو أن المحافظة تسعى لتحقيق العدالة بمراجعة المخططات وإعادة الحقوق، وهذا انتصار لأبناء المناطق المنكوبة، وتأكيد على أن الثورة تسير على منهج العدالة التي يطالب بها المواطن، لكن يبدو أن أدوات التنفيذ قاصرة سواء من ناحية الخبرات الهندسية أم الخبرات القانونية التي تعتمد عليها .
إننا لاتحتاج ذات الاسماء التي شاركت بوضع المصورات الفردية والمناطق التنظيمية المخربة، ولا الخبرات القانونية التي مررت المخالفات وقوننت المناطق التنظيمية رغم فداحة المخالفات .
نحتاج إلى الوطن ليكون حاضرا في رغبة البناء والإعمار، وهذا لن يكون إلا بإبعاد كل من سبق وشارك بالمهازل التي كانت، ووضْع رؤىً جديدة بأفكار واستشارات لأسماء وطنية ذات بصمة بالعمارة والبيئة وحماية التراث والنسيج العمراني القديم، فحين يحضر الوطن وتغيب المصالح حتماً سيتم إعادة إعمار دمشق برؤى مختلفة تضمن كونها أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ ودورُها من اجمل الدور والقصور،ونسيجها العمراني آسر وله خصوصيته .
كثير من خبراتنا الهندسية هاجر، فلنشجع عودتهم ليشاركوا بوضع بصمتهم في إعادة إعمار دمشق وإعادة ألقها وهيبتها.
مشكورة دوافع الحماية لما بقي من غوطة وبساتين ونسيج قديم، ولنؤكد أن هناك من يرغب بإعادة بصمة الهوية التي دمرها التآمر والمصالح .
والشكر موصول للسيد محافظ دمشق على إيقاف هذه المشاريع متمنين أن يترافق ذلك مع إيقاف استشارة هذا الكادر الذي توضَّح ضعفه في طرح مبادرة (دمشق تستعد).
إن في إجراءات المحافظ وضوحاً بارز الاستعداد للمحافظة في الرؤى والأفكار والتنظيم .






