أدب وفن ورياضة

بين الرعاية والرواية

بين الرعاية والرواية

بين الرعاية والرواية

د. سامر عبدالغني العطري

يوصينا  الإمام علي بن أبي طالب فيقول ناصحاً   :

” أعقلوا الخبر إذا سمعتموه  عقل رعاية  لا عقل رواية .. فرواية العلم كثيرة ورعايته قليلة ..”

لاشك  في ان  قول  سيد البلاغة  ” الإمام علي ”  _ كرم الله وجهه _   الكثير من الحكمة والحنكة والدراية ، لجهة أهمية التعقل والتروي  عند سماع أي خبر  يأتينا من هنا أو هناك  سواء كان سياسياً أو اجتماعياً  أو حتى لو  كان يتعلق بهذا الرجل أو تلك السيدة   .. فمن أسف ، قلة هم من يعقلون الخبر  ويدققون في تفاصيله  ومفرداته  أو  مدى صحته وحقيقته .. فيما الأكثرية منهم  يتلقون   الخبر  على عواهنه  أو تبعاً لأمزجتهم  وميولهم الرغبوية.
فقد غاب العقل عند البعض ، وتلاشت الحسابات  وتراجعت المعايير والمقاييس عند البعض الآخر  على خلفية تقاطر  الروايات وتعدد الأقاويل وكثرة الإشاعات . وفي هذا يقول الشاعر :

وماانتفاع أخي الدنيا بناظره       إذا استوت عنده الأنوار والظلم

فكم من الأخبار الكاذبة والمجتزأة المحرفة،  سيما في عصر  النت والكم الهائل من  المعلومات  المشوهة والأخبار المغرضة  التي تضخها وسائل التواصل الاجتماعي  على مدار الساعة من مختلف أنحاء العالم   تمر على وعي  المتلقي  دون إعمال  للعقل والفكر  بعيداً عن اي تدقيق وتمحيص .
فغابت بذلك  الحقائق  وشوهت    الوقائع  .. فاتخذت المواقف على أساسها ومقتضاها زوراً وظلماً وتجنياً وبهتاناً .. وكأني ببعض العقول قد استقال أصحابها من  التفكير والتقدير  والتدبير.
وفي ذلك لاشك الكثير من الأخطاء الجسيمة  التي  قد  تنتج أسوأ   الأراء والمواقف والاستنتاجات  …

سامر العطري

 

زر الذهاب إلى الأعلى