أدب وفن ورياضة
أخر الأخبار

تكريم سينمائي لأم كلثوم في ذكرى رحيلها الخمسين

تكريم سينمائي لأم كلثوم في ذكرى رحيلها الخمسين

تكريم سينمائي لأم كلثوم في ذكرى رحيلها الخمسين

الناقد والمخرج نضال قوشحة
الناقد والمخرج نضال قوشحة

دمشق/ نضال قوشحة.
احتفاء بمرور خمسين عاما على رحيل السيدة أم كلثوم، سيقدم مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة عروضا خاصة بمجموعة من أغاني أفلامها خلال دورته التي انطلقت في الثاني من الشهر الجاري وتستمر حتى السابع منه.

ومن المعروف أن السيدة أم كلثوم لم تقدم في في السينما سوى ستة أفلام ظهرت فيها ممثلة ومغنية وهي ( وداد و نشيد الأمل و دنانير و عايدة وسلامة ) كما شاركت غنائيا في فيلمين هما أبناء الذوات 1932وهو أول فيلم ناطق في السينما المصرية، وقدمت في نهاية مسيرتها السينمائية غنائيا فيلم رابعة العدوية وكان ذلك عام 1964.

أفادت تجربة السينما رسوخ أغاني أم كلثوم في وجدان الناس، وكان للسينما حينذاك تأثير كبير على انتشار الفنان، خاصة بدخول الإقتصادي الكبير طلعت حرب ميدان العمل السينمائي وتأسيسه استديو مصر الذي قدم تحفا فنية مصرية خالدة ما زالت تتابع حتى الآن.

أول أفلام السيدة أم كلثوم كان وداد و آخرها سلامة قدمت فيها مجموعة من الأغنيات التي عاشت في ضمير الجمهور العربي بشكل عميق مماثلا لأغانيها المسرحية الطويلة الطربية التي بدأت عام 1939 مع مونولوج فاكر لما كنت جنبي و أذكريني.

لم يكن عمل أم كلثوم في السينما مفروشا بالحرير، والدها كان متحفظا على وجودها فيه ، فلم تعمل بالسينما إلا بعد رحيله احتراما لرغبته، ويبدو أن هذا التوجه كان سببا أولا في ندرة عملها بالسينما، ثم أن كبر سنها والجهد الكبير الذي يحتاجه فن السينما كان سببا ثانيا، كما أنها وبعد أن تثقفت أدبيا على يدي شاعر الشباب أحمد رامي، رفضت أن تحصر في شكل الجارية التي لا تجيد في الحياة إلا فن الغناء، ولكن السبب الأهم على ما يبدو هو تفضيلها للظهور على شكل الأغنية المسرحية الطويلة الطربية التي رسخته مع الموسيقار رياض السنباطي على مرور عقود، وصار حالة كلثومية خالصة ما لبثت أن شملت غيرها من المطربين.

حضور راسخ .
“ومع غياب الحضور الكلثومي القوي في فن السينما، لكن ما قدمته في أفلامها من أغنيات قصيرة رغم قلته ، لم يكن أقل أهمية من أغانيها الطربية الطويلة التي شكلت حضورها المتفرد.
ففي فيلم وداد وهوأول أفلامها قدمت أغنيات ألفها أحمد رامي و لحنها محمد القصبجي و زكريا أحمد ورياض السنباطي وفيه ظهرت الأغنية الشهيرة على بلد المحبوب وديني، التي قدمت أولا بصوت ابراهيم حمودة بطل الفيلم ولاقت نجاحا كبيرا، فما كان من أم كلثوم إلا أن طلبتها من السنباطي الذي ربط موافقته بقبول حمودة، وسجلت الأغنية خارج الفيلم وصارت رغم قصرها من روائع الأغاني العربية.

وفي فيلمها الثاني نشيد الأمل تعاملت مع زجل أحمد رامي الذي كتب كل أغاني الفيلم و لحنها رياض السنباطي ومحمد القصبجي وكانت إحدى هذه الأغاني تحفة فنية هائلة هي أفرح يا قلبي الذي صاغها السنباطي على النمط الحيوي الذي كان يميز موسيقى القصبجي.

وفي ثالث أفلامها دنانير قدمت من زجل أحمد رامي عددا من الأغنيات التي لحنها زكريا أحمد ورياض السنباطي، اشتهرت منها أغنيتي بوكرة السفر من تلحين زكريا أحمد المتميزة بلحن رشيق سريع و يا ليلة العيد أنستينا من تلحين رياض السنباطي التي تعايش العرب في أعيادهم حتى اليوم.

رابع الأفلام التي قدمتها كان عايدة وكان من شعررامي وألحان القصبجي وزكريا أحمد، ظهرت فيه عدة أغنيات، لكنها لم تشتهر كما في سابقاتها من الأفلام.

خامس أفلامها كان سلامة من أشعار بيرم التونسي و ألحان زكريا أحمد، بينما قدمت أغنية قالوا أحب القس سلامة وكانت من شعر علي أحمد باكثير و ألحان رياض السنباطي.
من أغنيات هذا الفيلم أشتهرت أغنية، غني لي شوي شوي التي قدمت لاحقا عبر عشرات الأصوات العربية .

و آخر أفلام السيدة أم كلثوم حمل أسم فاطمة قدمته عام 1947 من زجل بيرم التونسي و أحمد رامي و ألحان زكريا أحمد و رياض السنباطي ومحمد القصبجي الذي قدم لها آخر ألحانه فيه.

أشتهرت ثلاث أغنيات من مجموعة الفيلم منها الورد جميل التي قدمها زكريا أحمد لاحقا بصوته و حققت مكانة كبيرة، كما قدم القصبجي من زجل بيرم التونسي يا صباح الخير يلي معانا التي لا يكاد عربي لا يعرفها وهي تبث من معظم الإذاعات العربية صباحا في تحضيرات الناس للذهاب للعمل والمدارس. أما الأغنية الثالثة التي اشتهرت فكانت من زجل أحمد رامي وألحان السنباطي وهي ح أقابله بوكرة، التي حققت برشاقتها وأسلوب عملها مكانة كبيرة و مازال الجمهور يرددها رغم مرور عقود على وجودها.

زر الذهاب إلى الأعلى