حكايتي مع أغنية ألف ليلة وليلة
يا حبيبي .. الليل وسماه ..
ونجومه وقمره .. قمره وسهره
وإنت وأنا.. يا حبيبي أنا .. يا حياتي أنا..
كلنا .. كلنا.. في الحب سوا ..
والهوى آه من الهوى
سهران الهوى يسقينا الهنا .. ويقول بالهنا .. يا حبيبي
يلااااا نعيش في عيون الليل
ونقول للشمس تعالي تعالي بعد سنة .. مش قبل سنة
دي ليلة حب حلوه بألف ليله وليلة ..
بكل العمر .. هو العمر إيه غير ليله زي الليلة
إزاي إزاي أوصفلك يا حبيبي إزاي
قبل ما أحبك كنت إزاي
كنت ولا إمبارح فاكراه .. ولا عندي بكره أستناه ..
ولا حتى يومي عايشاه ..
خدتني بالحب في غمضة عين ..
وريتني حلاوة الأيام فين ..
الليل بعد ما كان غربه مليته أمان ..
والعمر إللي كان صحرا صبح بستان
يلااااا نعيش في عيون الليل
ونقول للشمس تعالي تعالي بعد سنه .. مش قبل سنة
دي ليلة حب حلوه بألف ليلة وليلة ..
بكل العمر .. هو العمر إيه غير ليلة زي الليلة ..
تربطني بأغنية ( الف ليلة وليلة ) حوادث عشق وشوق وتوق .. وذكريات طفولة مترعة بالحنين وبوح الياسمين وحكايا العاشقين …
تنتمي لأيام اللولو ونشوة الورد والزهر وعربدة العطر ..
كبحة الآهات عند القبلة الأولى ..
كنجمة الصبح بعد ليل طويل ..
كفراشة حائرة في ألق الورد ..
كزهرة أينعت في الدجى ..
هي ليلة حب خير من ألف شهر
تأوه الورد فيها .. وتنهد الفل ..
وانتشى الزهر فيها وغار القمر ..
وفي عيون الليل
ذاب الشوق في العيون والجفون ..
لاح طيف حبيبتي
عندما همست لي
أحبك …
لنكثر من الحب
مااستطعنا اليه سبيلاااااا
لنفرط في العشق والشغف والهيام
فالسنوات خطاها
سريعة ساحقة ..
استمعتُ للأغنية هذه في سهرة خاصة بدمشق من ملحنها العبقري ( بليغ حمدي ) الذي رسم لنا في ذاك الليل الربيعي ذوبانه ودوخانه وتوهانه …
فخرجنا هائمين تائهين متيمين عاشقين كل ليالي الحب والهوى التي في مخيلة أحلامنا وتوق أشواقنا..
تتميز الأغنية بمقدمة موسيقية غنية بايقاع أنيق راقص ..
فكانت صبايا السبعينيات المتألقات والرقيقات يرقصن على ايقاع مقدمتها الجميل ولحنها البازخ ..
وكان الطفل في ذاك الزمن ” محسوبكم كاتب الذكريات هذه ” يطرب لرشاقة الصبايا ويذوب صبابة بالتنانير القصيرة المتطايرة مع نشوة الرقص …
ولطالما توقفت مدققاً ومستفسراً في عبارة ( ياشمس تعالي .. بعد سنة ..مش قبل سنة )
فكيف للشمس أن لاتأتي قبل سنة …؟
فكان يجاب على تساؤلاتي البريئة هذه بالغمز والهمز ..
و بالوعد اني ذات يوم سأعرف معنى ذلك ..!!
الى ان تفتحت براعم الحواس لدي وارتعشت الروح بعد شيطنة الأحلام ودورة الأيام ….
فالذهاب الى عينيها هنا يحيل على شغف الحوار الجمالي مع معلنات الحياة ومضمراتها ..
فهل عرف العشاق وأهل الهوى كلمات أرق وأحلى واسمى وابهى من كلمات تاني على نشوة الزهر والعطر :
والهوى آه من الهوى ..
سهران الهوى يسقينا الهنا .. ويقول بالهنا ..
يا حبيبي يلااا نعيش في عيون الليل
ونقول للشمس تعالي تعالي بعد سنه .. مش قبل سنة ..
فكانت تكبر دوائر الأحلام لدي وترسم عوالماً من البهاء والشموع والأماني …
الف ليلة .. لوحة فنية راقية مترعة بالرقة والعذوبة ..
جامعة الرومانسية في اقصى عتباتها الى الواقعية في بهاء معانيها ..
ألف ليلة وليلة ملحمة في الحب والشغف والوله ..
وخارطة طريق في الذوبان والدوخان والهذيان ..
سامر العطري
