اقتصاد وتكنولوجيااخبار الدنيا
أخر الأخبار

خطر الحريق يهدد المستهلكين في مصر بسبب عيب صنعي في أحد العلامات التجارية

خطر الحريق يهدد المستهلكين في مصر بسبب عيب صنعي في أحد العلامات التجارية

خطر الحريق يهدد المستهلكين في مصر بسبب عيب صنعي في أحد العلامات التجارية

خاص الدنيا
حذّر جهاز حماية المستهلك في مصر المواطنين من استخدام أحد أنواع بنوك الطاقة (باور بانك) بعد اكتشاف عيب صنعي قد يؤدي إلى ارتفاع مفرط بدرجة الحرارة، ما قد يسبب باشتعال الجهاز.

وجاء التحذير على خلفية سحب عدد من وحدات الـ Power Bank من السوق المحلية، والتي تعود لعلامة “أنكر” الصينية الشهيرة، وذلك إثر اكتشاف خلل في إحدى مراحل التصنيع.
ودعا جهاز حماية المستهلك الذين اشتروا هذه الأجهزة إلى التوقف فوراً عن استخدامها والاتصال بالوكيل المحلي لإعادة المنتج واستبداله أو استرداد قيمته دون أي خصم.

ما هو العيب المكتشف في أجهزة Anker؟

بحسب المعلومات الرسمية، فإن الخلل يتعلق بطريقة اللحام الداخلية لبعض المكونات الإلكترونية داخل الجهاز، مما قد يؤدي إلى تسخّن مفرط أثناء الاستخدام.
هذا التسخّن يمكن أن يُسبب توقف الجهاز عن العمل، أو انخفاض كفاءته، وقد يصل الأمر إلى حدوث انصهار أو حتى انفجار، وهو ما يشكل خطراً محتملاً على سلامة المستخدمين.

وصرّح مصدر مسؤول في جهاز حماية المستهلك طلب عدم ذكر اسمه، أن “الشركة الموزعة قامت بسحب نحو 12 ألف وحدة من السوق المصري ضمن الإجراءات الوقائية”، مضيفاً أن “المستهلكين ليسوا ملزمين بأي تكلفة عند إعادة الجهاز، سواء للاستبدال أو الاسترداد”.

يشمل الاستدعاء عدة نماذج من منتجات Anker وهي:

  • A1257
  • A1689
  • A1647
  • A1652

سابقة استدعاء عالمي: أكثر من مليون وحدة تم سحبها في أمريكا

ليست المشكلة محصورة في مصر فقط، فقد سبقتها الولايات المتحدة بإعلان استدعاء عالمي لنوع آخر من باور بانك “Anker”، وهو الطراز المعروف باسم PowerCore 10000 من طراز A1263 ، بسبب مشكلة في بطارية الليثيوم أيون المستخدمة داخل الجهاز.

وحسب تقرير لموقع The Verge  نقلاً عن لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأمريكية (USCPSC) ، فقد تلقت الشركة 19 بلاغاً عن حرائق وانفجارات نتج عنها إصابات بحروق خفيفة وأضرار مادية تجاوزت 60 ألف دولار.

ويشمل الاستدعاء حوالي 1.16 مليون وحدة تم بيعها عبر متاجر مثل Amazon وNewegg  وeBay  بين حزيران 2016 و كانون الأول 2022.
ويمكن التعرف على الأجهزة المعنية من خلال شعار “Anker” المطبوع على الجانب، ورقم الطراز “A1263” الموجود على الحافة السفلية.

وللمستخدمين المتأثرين، وفرت الشركة خيارين:

  1. بطاقة هدايا بقيمة 30 دولاراً لاستخدامها على موقع الشركة.
  2. استبدال الجهاز بآخر جديد من طراز A1388 بسعة أعلى وبتحسينات تقنية.

هل تظهر هذه المشكلات فقط في المنتجات الصينية؟

رغم أن بعض التقارير ركزت على الشركات الصينية، إلا أن المشاكل المتعلقة ببطاريات الليثيوم لا تقتصر على دولة واحدة أو منطقة جغرافية.
فشركات من دول مثل الولايات المتحدة واليابان وألمانيا أيضاً سجلت حالات استدعاء مشابهة في الماضي.

الدكتورة ليلى أحمد، أستاذة الإلكترونيات بكلية الهندسة جامعة القاهرة ، أكدت أن “بطاريات الليثيوم أيون تُعتبر من المواد القابلة للتفاعل الكيميائي بشكل سريع إذا لم تُصنع بدقة عالية”، وأضافت أن “الشركات الكبرى، بغض النظر عن بلد المنشأ، تخضع لنفس المعايير العالمية في السلامة، لكن التسرب يحدث نتيجة أخطاء بشرية أو ضغوط إنتاجية”.

على سبيل المثال، أعلنت شركة Belkin  الأمريكية في عام 2021 عن سحب 32 ألف وحدة من باور بانك “BOOST↑CHARGE” من الأسواق الأمريكية والأوروبية، بعد تقارير عن ارتفاع غير طبيعي في درجة الحرارة قد يؤدي إلى احتراق الجهاز أو انفجاره.

وقالت اللجنة الأمريكية للسلامة إن الشركة تلقت عدة بلاغات عن تصاعد دخان وحرائق نتج عنها أضرار مادية، رغم عدم وجود تقارير عن إصابات وقتها.

لماذا تبدو المشاكل أكثر شيوعاً في المنتجات الصينية؟

يجب الإشارة أن الصين تُعتبر أكبر مُصدّر للإلكترونيات الاستهلاكية في العالم، بما فيها بنوك الطاقة.
وبحسب إحصائيات منظمة التجارة العالمية (WTO) لعام 2023، فإن الصين تصدّر نحو 40% من إجمالي صادرات الإلكترونيات الاستهلاكية عالمياً ، بينما لا تتعدى نسبة الصادرات الأمريكية أو الأوروبية 10%-15%.

الجدير بالذكر أن عدد الحوادث المتعلقة بالمنتجات الصينية لا يعني أنها اقل جودة بل لأنها الكميات التي تصدرها تتجاوز صادرات الشركات الأخرى بعدة مرات، إذ كلما زادت الكميات المتداولة، زادت فرص ظهور المشاكل، فمثلاً إذا كان لدينا 1000 قطعة من منتج ماركة “ج” نسبة وجود عطل فيها 0.5% و200قطعة من منتج ماركة “د” نسبة العطل فيها أيضاً 0.5%، فسنجد 5قطع معطلة من ماركة “ج” بينما لن نجد سوى قطعة واحدة من ماركة “د” وهنا سيكون من لخطأ الظن بان الماركة “د” أفضل، لكن سبب عدم ظهور مشاكل فيها أن مبيعاتها أقل من الماركة “ج”.

بمعنى آخر، رغم أن المشاكل قد تحدث في منتجات من أي دولة، إلا أنها تُكتشف بشكل أكبر في المنتجات الصينية لأن انتشارها أكبر بكثير في الأسواق العالمية.
وبالتالي، كلما زادت الكمية المتداولة، زادت فرص ظهور عيوب، حتى وإن كانت نسبة العيوب نفسها أو أقل مقارنة بمنتجات أخرى.

لماذا تصبح بطاريات الليثيوم مصدر قلق؟

تحتوي معظم الأجهزة الإلكترونية الحديثة، بما فيها بنوك الطاقة، على بطاريات من أحد عائلات الليثيوم، والتي تتميز بكثافة طاقة عالية، لكنها في الوقت نفسه حساسة جداً لجهة عيوب التصنيع و الاجهاد الميكانيكي.

وعندما تحدث مشكلة في دائرة الشحن أو عند تعرض البطارية لضربات أو ارتفاع كبير في الحرارة، فإنها قد تتعرض لظاهرة تُعرف بـ Thermal Runaway ، أي ارتفاع متسارع في درجة الحرارة يؤدي إلى تصاعد دخان، ثم احتراق، وقد يصل الأمر إلى الانفجار.

المهندس عمرو عبد العاطي، خبير السلامة في الإلكترونيات الاستهلاكية، قال إن “الشركات عليها مسؤولية كبيرة في اختبار البطاريات تحت ظروف قاسية قبل إطلاقها في السوق”، مشيراً إلى أن “الاختبارات يجب أن تتضمن درجات حرارة مرتفعة، وضغطاً ميكانيكياً، وحالات شحن غير نظامية”.

هذا وكانت الصين قد حظرت حمل بنوك الطاقة غير المعتمدة على متن الطائرات.

نصائح للمسافرين والمستهلكين

  • تفادي شراء بنوك الطاقة الرخيصة أو المقلدة التي لا تحمل شهادات سلامة واضحة.
  • مراجعة مواقع الشركات بشكل دوري للتأكد من أي استدعاءات لأجهزة قد تكون لديك.
  • عدم استخدام بنوك الطاقة أثناء الطيران ، حيث تحظر العديد من شركات الطيران استخدامها على متن الطائرات.
  • وضع بنوك الطاقة في الحقائب اليدوية وليس في الحقائب المشحونة ، وفقاً لتعليمات الطيران الدولية.

رغم فائدة بنوك الطاقة في حياتنا اليومية، إلا أنها قد تحمل مخاطر غير مرئية إذا لم يتم تصنيعها بمعايير سلامة صارمة، لذا، فإن الاستدعاءات والتحذيرات من الجهات الرقابية، تأتي لحماية المستهلكين من أي مخاطر محتملة.

وعلى الرغم من تركيز وسائل الإعلام أحياناً على المنتجات الصينية، فإن المشكلة تتعلق بالكميات الكبيرة المتداولة وليس بمكان التصنيع، ودوماً يجب التعامل مع هذه المنتجات بحذر، بغض النظر عن بلد المنشأ.

مصادر المعلومات:

 

زر الذهاب إلى الأعلى