خيارات تجعلك الأرقى والأبهىهناك خيارات خمسة في علم تهذيب السلوك والإتيكيت هي بمثابة قواعد ومداخل تدنيك من آفاق الشخصية الراقية المتوازنة والمتميزة الواعية والموضوعية التي يجمع القاصي والداني على احترامها وتقديرها وهي : ١- عدم التدخل في خصوصيات الآخرين .. بما في ذلك الدائرة الأولى المحيطة بك سواء أشقاء وشقيقات، أو أبناء عموم وعمات وخالات واخوال ، وصولاً للأصدقاء والمعارف ، وعدم طرح الأسئلة الشخصية عليهم ، كالسؤال عن الماديات ،كالأرباح والعوائد والمدخرات المالية ، والرواتب ومادفعه احدهم في شراء العقار أو المزرعة والسيارة أو ماتلقاه عند بيع البيت أوالسيارة والمزرعة . فالناس بوجه عام تميل إلى التحفظ في الجوانب هذه .. من هنا تذكر أن مالم يطرح أمامك فهو قد يكون ضمن دائرة الخصوصية ، وقيد السرية التي يوجب عليك احترامها.. . كما أنه من الأهمية بمكان تجنب التدخل في الحياة الخاصة كالخطبة والزواج والحب وشؤون القلب وخياراته.. فهي ذات طابع شخصي بحت . فالمتطفل أو الحشري شخص بدائي غير مؤهل ، أو هو مريض نفسي متسلط يعاني النقص و يريد اثبات ذاته عبر التطفل والتدخل وإبداء الاراء وفرضها هنا وهناك . لكنه مرفوض ومنبوذ ومكروه من الجميع يتحاشاه القريب قبل البعيد ويحذرون منه .. وقد صدق المثل القائل في المتطفلين والحشريين محذراً ومنذراً : " من تداخل بما لايعنيه سمع مالا يرضيه .." باستثناء مايطلب منك إبداء الرأي فيه صراحة ،كنوع من الاستشارة والاستمزاج .. وهنا يحسن بك أن تقول خيراً أو تلتزم الصمت .. إلا إذا كان المطلوب ابداء الرأي فيه شخص سيء ومسيء فاقد للمصداقية المجتمعية والاحترام يرتبط اسمه بأفعال ساقطة معيبة ومشينة .. ٢ - عدم استخدام الكلمات السيئة والمسيئة والجارحة والألفاظ النابية البذيئة، أو التسميع والغمز من قناة أداء هذا أو تلك .. حتى من قبيل المزاح والهزار والدعابة .. فالقاعدة المتداولة تقول : " بين الضحك والأمزاح تشتفي الأرواح . " بمعنى عدم الاستهانة بذكاء الآخرين او الضرب بمشاعرهم عرض الحائط ، وتمرير الملاحظات والمآخذ بقوالب المزاح والهزار والتسميع والتلطيش .. ففي ذلك مالا تحمد عقباه ، فهو مما يوغر الصدور ، ويربي النفور منك والضغينة . ٣ - عندما تطلب من أحد ما كبيراً كان أو صغيراً شيئاً ، مهما يكن بسيطاً ، استخدم عبارات مهذبة مثل : لو سمحت .. اذا بتريد .. من فضلك .. من بعد اذنك ... فذلك مما يوحي بتهذيبك وحسن تربيتك وبيئتك اولاً ، ومما يشي باحترامك للآخر ويحفزه على خدمتك والتفاعل معك وتلبية ماتريد .. ٤ - لاتنسى شكر الناس على اي موقف تتلقاه او خدمة تسدى لك .. فإن أسوأ الناس ناكر الجميل من لايحفظ المعروف ولا يتحلى بثقافة الشكر والتقدير والامتنان .. فمن لايشكر الناس لا يشكر الله .. إذ ماكان الشكر في موقف إلا زاده وماانتزع الشكر من موقف إلا شانه . ٥ - لا تترصد زلات الناس وعيوبهم وهفواتهم ولا تغتاب أحد بسوء في مجالس المجتمع ، أي لا تحول مساحة وعيك وفكرك إلى سلة مهملات تجمع فيها أخطاء الناس وزلاتهم وعيوبهم وعثراتهم، طالما أن ذلك مما لا يضرك ولا يؤذي الآخرين ، بل تناول محاسن الناس وممكناتهم ومزاياهم قبل سيئاتهم ، حتى لو كانوا خصوماً لك وأعداء .. وفي ذلك مايدنيك من الإتزان والرقي والكمال والتسامي والأمانة ، ومايصبغ عليك المصداقية والموضوعية ، ومما يكسبك الاحترام المضاعف والتقدير .. أيضاً - وهذا مهم - مما يكسر حدة العداء مع الأعداء .. وهو بكل تأكيد ما يعكس حسن طويتك واناقة تربيتك وجمال بيئتك وثقافتك ورهافة قلبك واصالة جوهرك .. تذكر معي أن الناقص ، كما هو معروف ، لايرى إلا الناقصة والنواقص . وهو شخص يعاني من الشعور الحاد بالنقص فيسعى إلى التعويض فيه من خلال التركيز على عيوب الناس دون مزاياهم عن كيد وحقد وحسد وغيرة سلبية ، وهو مما يجعله في عيون الناس صغيراً حاقداً ومأزوماً ومتحاملاً وحاسداً ومحدوداً .. إذن هي قواعد خمسة بمثابة مداخل إلى بلوغ آفاق الشخصية الحضارية الراقية المتألقة والأنيقة والجميلة المتميزة ، لو تقيدت بها والتزمت جوانبها في مسيرتك وعلاقاتك الأسرية والإجتماعية والتواصلية ضمنتُ لك محبة واحترام الكبير والصغير .. سامر العطري من كتابي : لياقات ومهارات