د. مأمون الفحام - سورية تفخر بأبنائها
د. مأمون الفحام - سورية تفخر بأبنائها

د. مأمون الفحام – سورية تفخر بأبنائها

خاص الدنيا
إعداد: المهندسة هناء الصالح.
لم تكن سوريا مهد الحضارات فحسب بل هي روضة غناء بغوطتها، و مخزون أثري لما سبقها من حضارات الشعوب وإرث تركه لنا الأجداد بكل مكونانه وأمانة كدنا أن نفقدها ببعض التعديات عندما عبثت بها يد الانسان ….
–د. مأمون الفحام سوري بالمغترب مهتم بالتراث، له مشوار طويل مع التراث يحدثنا عن تجربته في المشاريع العمرانية والتخطيطية من البدايات حتى الرؤية الوطنية:
- بدأت تجربتي المهنية بعد تخرجي من جامعة الإسكندرية، ثم دراساتي العليا في مدرسة البوزار بباريس، وجامعة السوريون في العلوم الاجتماعية للعمران، حيث التحقت بوزارة الصناعة في سوريا كرئيس دراسات الفرع المعماري للمؤسسة العامة لتنفيذ المشاريع الصناعية.
عملت على تصميم مواقع صناعية وخدمية، مثل مجمع سيرونيكس، مستودعات، ومساكن للعاملين في حماة والساحل.
لاحقاً، كنت رئيس المكتب العمراني لضاحية دمر الجديدة (الشام الجديدة)، التي شملت 6000 وحدة سكنية، مراكز ثقافية وتجارية وحدائق، مع مراعاة البعد البيئي والاجتماعي. من ثم أعددت المخطط التنظيمي لمدينة الرقة بثلاث مناطق مختلفة على نهر الفرات: سكنية، زراعية-إنتاجية، وسياحية.
صممت مشاريع عامة وخاصة مثل برج الاتصالات، مجمع الكهرباء، مجمع مشتى الحلو، فندق بصرى، مشفى الزهراوي، وسكن جامعي لدمشق وتشرين.
كذلك تعاونت في مشاريع إشرافية كمجمع الأمويين للمؤتمرات، قصر الشعب، التل، الوعر بحمص، وغيرها.
– كان لك أثر بمجال التراث والتنمية لو تحدثنا عن إنجازات بهذا المجال؟
- أنجزت مخطط تأهيل سور الرقة، وقدمت دراسة للأمم المتحدة حول أضرار البيئة على الآثار، وشاركت في برنامج METAP لإعادة تفعيل قنوات المياه في المدينة القديمة.
كما عملت على الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة (UNDP + البنك الدولي) والاستراتيجية الوطنية للسياحة (JICA) ومشروع تقييم الأثر البيئي الصناعي (METAP) و مشروع تأهيل شبكات المياه في ريف دمشق (الاتحاد الأوروبي) وإعداد استراتيجية البيئة لدولة الكويت والتعاون مع دول عربية في برامج الأجندة 21، كما كنت ضمن لجنة متابعة مخطط دمشق (مع الشركة العامة للدراسات) وقدمت مقترحاً لـ JICA لإعداد مخطط وطني متكامل لسوريا (التخطيط العمراني للتنمية المستدامة) تم تنفيذه لكن لم يُفعل بالشكل الأمثل.
– للعمران بصمات مميزة بالمجتمع السوري بماذا تصفه؟
- العمران ليس مجرد بناء بل تفاعل حي بين الإنسان والتاريخ والبيئة. لا بد أن يكون الإنسان والهوية والبيئة في قلب المشروع التنموي.
– ماقبل التحرير تم العبث ببعض المقومات العمرانية التي تحمل الهوية السورية والتراث السوري كيف تنظر لسوريا المستقبل ؟
- الإحياء لا الإعمار فقط
- ربط المدن بالريف بمخططات متكاملة
- التخطيط التشاركي (من الأعلى للأسفل ومن الأسفل للأعلى).
- المعالجة متعددة القطاعات
- البحث المعماري في الجامعات
- ربط التراث بالاقتصاد الحي
ولابد هنا من أن أذكر أنني أسست برنامج ماجستير مشترك بين باريس ودمشق حول المعالجة المتعددة للمشاريع، لكنه لم يُطبق كما يجب.
– شباب اليوم هم عماد المستقبل ما دورهم والحفاظ على هذا الإرث الذي أسسه لنا الأجداد لتبقى سوريا منارة للحضارة؟
- الشباب هم عماد التغيير.
يجب دمجهم في مشاريع واقعية وتدريبهم وربطهم بمؤسسات اتخاذ القرار المحلي.
– برايك هل أثرت العمارة التقليدية على العمارة الدمشقية المعروفة ؟
- هي مصدر إلهام لا بديل عن الحداثة.
في بعض مشاريعي، مزجتُ عناصر العمارة الدمشقية التقليدية مع التصميم المعاصر المستدام.
– قمت بعدة مبادرات بهذا المجال ما الجديد اليوم بمبادراتك؟
- أُعد مبادرة لنقل الخبرة إلى الجيل الجديد بعد التحرير، خصوصاً في إدارات الدولة الجديدة، وهي أمانة في أعناقنا كجيل مخضرم.
أمنا الأرض لاتملك ايدي غير ايدينا فلنحافظ عليها من أن نعبث بها ونؤذيها.
كل الشكر للدكتور مأمون على ما أغناه لنا من معلومات.
هؤلاء هم السوريين كم نحتاج لأمثالهم خاصة بالمغترب لنقل حضارة الشرق خاصة سوريا منارة العالم أنس المحبة والدفء والسلام.