رأسمالنا الحقيقي
ماأسرع الساعات في اليوم .. وأسرع الأيام في الشهر .. وأسرع السنين في العمر ..
سألتُ نفسي وأنا أتأمل هذا القول السديد لسيد البلاغة الإمام علي كرم الله وجهه أتراه كان للوقت المقيم على أيامهم تحت خيمة الصحراء قيمة وسرعة كما هو اليوم في أيامنا وليالينا الفريدة هذه والغريبة … ؟
.
أزعم أننا أصحاب ثقافة جمعية لا تدرك قيمة الوقت وأهميته مع انه رأسمالنا الفعلي والحقيقي الذي يتسرب من بين أيامنا الضائعة وليالينا الحانية عبثاً وهباءً .
فما بين قيل وقال ..
ومابين النت و وسائل التواصل الاجتماعي ، غول ومفترس الوقت الأكبر ، وبين الرضا والخصام و العتاب ، وبين والحساسيات المكتومة والمواجهات المعلنة والمهاترات المتراكمة، والمآخذ على بعضنا والملاحظات ، وصولاً لإنتاج العداوات التي لا طائل منها كلها ولاجدوى يمضي بنا قطار العمر سريعاً مستنزفاً ومستهلكاً رأسمالنا الحقيقي …
فلا غرو في أن نمضي نصف أعمارنا بين انتظار ورجاء وإرجاء ، ونمضي المتبقي عبثاً وصراعاً مستمراً وحلماً محالاً وأملاً بعيداً … حيث لاقرار ولا خيار ولا من يحزنون وينتظرون …
.
لنبقى على قيد الحب والأمل والعمل والتفاؤل ، فهي أعمارنا محسوبة علينا ومكتوبة ، وهي رصيدنا الحقيقي الذي لايعوض … لنضحك للدنيا رغم الرغم ، ونعقد الصلح معها رغم النزيف في أعماقنا .. لعلها تضحك لنا في يوم أو في شهر أو في سنة ..
فالدنيا هذه كالمرأة اللعوب لا تحب العابسين والمتشائمين والمحبطين ، بل تمعن بمجافاتهم وهجرههم وعقابهم ، في الوقت الذي تضحك فيه للمقبلين عليها فقط والمتفائلين ..
وكأني بهذه الدنيا ملك للمتفائلين المنتجين المبدعين والعشاق المحبين ….
وقد صدق من قال: إضحك تضحك لك الدنيا .. أبكي فإنك تبكي وحدك ..
سامر العطري