اخبار الدنيا
أخر الأخبار

زفاف الأثرياء في البندقية بين الأولويات الوطنية والاعتراض على الثروة

زفاف الأثرياء في البندقية بين الأولويات الوطنية والاعتراض على الثروة

زفاف الأثرياء في البندقية بين الأولويات الوطنية والاعتراض على الثروة

خاص الدنيا
في عالمٍ لا زال يراوح بين الواقع والرفاهية، يبدو أن الأولويات الوطنية والرؤية التقليدية قد اصطدمتا مرة أخرى، هذه المرة في مدينة البندقية في ايطاليا.
ففي نهاية أسبوع مميزة، احتفل الملياردير جيف بيزوس، مؤسس أمازون، وخطيبته الإعلامية السابقة لورين سانشيز، بحفل زفاف أسطوري امتد لثلاثة أيام في إحدى أكثر المدن جمالاً في العالم: البندقية التاريخية.

حيث اختير هذا المكان الساحر ليس فقط لروعته المعمارية وجمال طبيعته، بل أيضاً لقدرته على تقديم الخصوصية التي تليق بأثرياء العالم.
فقد اختُتم الحدث الأسطوري في جزيرة “سان جورجيو ماغيوري”، حيث اجتمع نخبة من مشاهير العالم، من بيل غيتس إلى كارداشيان، ومن أوبرا وينفري إلى ليوناردو دي كابريو، ليصنعوا لوحةً من الفخامة والتألّق تحت سماء إيطاليا الذهبية.

لكن ما قد يبدو للبعض حدثاً فاخراً، كان بالنسبة لآخرين نقطة جدلٍ كبيرة، ذلك أن تقديرات وزارة السياحة الإيطالية، بأن إنفاق الضيوف والمدعوين خلال هذه الاحتفالات وحدها سيحقق ما يقارب 68% من إيرادات السياحة السنوية للمدينة، وهو رقم هائل يمكن أن يعيد لها بعض بهائها الاقتصادي ولو لفترة قصيرة.

إلا أن الصورة لم تخلُ من ظلال الاعتراض، فقد خرج نحو ألف شخص في مظاهرات احتجاجية رافضة لإقامة هذا الحفل، واصفين ما جرى بأنه “هدية باذخة للأثرياء”، في وقت تعاني فيه المدينة من أزمات اقتصادية وتواجه تحديات وجودية بسبب ما يُعرف بـ”سياحة الكم”، والسعي المتزايد من أصحاب الثروات لتحويل أماكن التراث إلى مواقع خاصة بهم.

وبسبب تلك الاحتجاجات، اضطر العروسان لتغيير بعض أماكن الاحتفال في اللحظات الأخيرة، في خطوة تؤكد أن ما يحدث ليس مجرد حفل زفاف، بل هو انعكاس لصراع أوسع بين الفئات الاجتماعية، وبين الرؤى المختلفة لما يجب أن تكون عليه المدن التاريخية.

وفي ظل الوضع الاقتصادي الهش الذي يضرب الاتحاد الأوروبي وإيطاليا على حد سواء، يصبح من الغريب أن تخرج أصواتٌ ترفض ما يمكن اعتباره فرصة لتحريك العجلة الاقتصادية، ولو بشكل مؤقت.
لكن يبدو واضحاً أن حتى شعوب أوروبا، كما غيرها، قد لا تدرك دائماً ما هو في صالحها حقاً.

هل هي مطالبة بالعدالة أم رفض للثراء الفاحش؟

وهل الاحتجاج هنا دفاعاً عن الثقافة ونتاج وعي، أم مجرد رد فعل عاطفي يعبر عن الحقد الطبقي؟

السؤال يبقى مفتوحاً، أمام عالم يبحث عن توازنٍ بين الجمال والاقتصاد، بين الحق والعرض، وبين الماضي العريق والمستقبل المجهول.

الجدير بالذكر أن بيزوس أعلن في وقت سابق بأنه لن يتزوج مرة أخرى لأنه ليس وكالة لتمكين المرأة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى