أدب وفن ورياضة
أخر الأخبار

زن القول من قبل الكلام

زن القول من قبل الكلام

زن القول من قبل الكلام

د. سامر عبدالغني العطري

خاص الدنيا
زن القول من قبل الكلام، يدل على قدر العقول التكلم.
أشفق على بعض البعض ممن يطلقون كلماتهم جزافاً دون أدنى  تفكير أو وعي وتأن  ..

ويتملكني الزعل منهم  وعليهم  في آن معاً  ..  في العامية نقول فنصف حالة أحدهم أو إحداهن : ” مسكين  او مسكينة شخص محدود  بيقطع  وبيلحش ..” أي أنه لايدري أو لا تدري حقيقة مايقول أو  تقول، أو ماقد تودي به كلماته و تعنيه من معان ومقاصد..
وقد  صدق من قال  : ” الملافظ سعادة  ..”  لأن الكلمة الأنيقة والعبارة الذكية تسعد قائلها بالقدر الذي تسعد متلقيها وسامعها  ..

بعضهم  يعتقد خاطئاً أن ”  الحكي ببلاش ..”  لا ضرائب عليه وجمارك  أو رسوم .. فيطلق مايشاء من بشاعة الكلمات ويقول مايخطر له من فظاظة الألفاظ دون أدنى حساب.

فيصيب عشوائياً  بشظايا كلماته هذا أو تلك .. ناهيك عن   التصحر الفكري الذي تكشفه كلماته النابيات والنفس الهشة المضطربة والمأزومة التي يستبطنها  ..

مازلتُ من  القائلين: بأن نزن كلماتنا بميزان الذهب، مراعاة لدقتها ومعانيها ومراميها ومقاصدها وخلفياتها.
فالكلمة هي أبجدية الحوار ولسان الروح ومنها نرتقي.
وهي حياة ، ونحن بأسلوبنا من نصنع منها حباً أو كراهية.. فكم من كلمة قتلنا بها الآخر وأصبناه بالصميم دون وعي منا.. فحقد  علينا وكمن.. ثم مالبث أن ردها لنا فعلاً سلبياً وموقفاً متشنجاً وعملاً مؤذياً ..

وكم من كلمة رقيقة جبرنا فيها خاطر الآخر، وبلسمنا بفعلها الجميل  جراحاته  وداوينا عذاباته وآلامه.. فحفظها  وداً وردها لنا جميلاً وموقفاً نبيلاً ..

وكم من كلمة أنيقة  جميلة .. وعبارة  ذكية صادقة رقيقة قلناها لأحداهن حباً وغزلاً وعشقاً وشوقاً  قد حفظتها في عقلها وقلبها   وصندوق ذكرياتها . فوضعتها مشطاً عاجياً في شعرها وتكحلت بها وتزينت ..

فلنعتني  بثقافة الكلمة .. فإذا كان بعض البيان سحر، فبعضه اثم وشر ..

د. سامر العطري

زر الذهاب إلى الأعلى