الدنيا مثل هذا اليومأدب وفن ورياضة
أخر الأخبار

صحافتنا بين رأيين

صحافتنا بين رأيين

صحافتنا بين رأيين

سميت الصحافة في العالم بصاحبة الجلالة الرابعة، لما تتمتع به من نفوذ وسلطان، وعلى هذه الصفحة يحدثنا اليوم الزميل الاستاذ (وجيه الحفار) عن الصحافة الاسبوعية ويحدثنا صاحب “الدنيا” بالمقابل عن الصحافة اليومية:

الصحافه الاسبوعية
في نظر صاحب جريدة يومية

لم تثبت صحافتنا الاسبوعية وجودها بعد الى جانب الصحافة اليومية الناجحة نوعاً ما، وعندي ان نجاح الصحافه اليومية يعود الى التفاعل السياسي في البلاد، وما رافقه من توجيه قوي في الصحف، حتى اذا تطور موقف البلاد السياسي في ربع القرن الاخيره وتطورت معه وسائل النشر والتغذية، سايرت الصحف حركة التطور هذه فاندفعت وراء التحسين، وامامها في هذا المجال اشواط بعيدة ينتظر ان تقفزها قفزاً لتبلغ الشأو الذي يجب ان تبلغه.

اما الصحافة الاسبوعية فتعتبر من ادوات الكمال على الارجح فهي تحتاج لذلك الى استعداد خاص في وسائل النشر والطباعه واغراء القارئ لاستلفات نظره واستجلاب رحمته واهتمامه، وهذه الوسائل ما تزال في حكمها الابتدائي بالنسبة الى ما نراه من عظمة الاستعداد الطبعي في امريكة واوروبة … وحتى في مصر نفسها.

واعتقد ان عناصر المساواة والفكر اخذت تتوفر عندنا لدعم الصحافة الاسبوعية، وان كان ظهورها لم يتم بعد ولا ينتظر ان يتم قبل انتهاء الحرب زوال قيودها، الا اني لا أستطيع الا ان اثني على الجهد الفردي الناشط الذي يتولى “اخراج” صحافتنا الاسبوعية حالياً، رغم فقدان الوسائل المادية واهمها الطباعة الراقية، واتوقع ان يزداد نشاط “المخرجين” ليسبق تهيئة الوسائل ويكون حافزاً عليها وداعياً لها.

وفي رأيي ان الصحف الاسبوعيه لامندوجة  لها عن اتباع الطرق الكفيلة بترقية ابحاثها وتنويعها وتنويع العمل بين الكتاب العاملين فيها ضمن سياق اختصاصاتهم وميولهم.

ولا يتوفر هذا التنويع الا بتعدد الاقلام، والا فان جريدة اسبوعية يحرر كاتب واحد مقالتها الاولى وتعليقاتها ونكاتها وباب السياسة الخارجية فيها، وفصل المرأة وزاوية الرياضة وصفحة السينما ليبدي رأيه “المحترم” في كواكبها … ان كاتباً واحداً يتولى هذه المهام كلها لا يمكن ان يحمل الى قرائه طرائف العالم، واسلوبه واحد مهما تبدل وتنوع، وطريقته لاصقة به مهما حاول ان يتخفى وراء الاقنعة الواقية!.

وجيه الحفار
صاحب جريدة “الانشاء”

الصحافة اليومية
في نظر صاحب مجلة اسبوعية

لا ريب ان صحافتنا اليومية خطت في الاعوام الاخيرة التي سبقت اعلان الحرب خطوات واسعة الى الامام.
وقد بلغت من الرقي شاؤاً بعيداً حتى اوشك بعضها في فترة من الزمن ان يضاهي الصحافة المصرية، ولولا ظروف الحرب وازمة الورق وصعوبة المواصلات لظلت صحافتنا سائرة في طريقها السوي، رافعة اسم البلاد عالياً، وذلك بالرغم من وجود بعض الصحف التي تشوه سمعة الصحافة وتشد بها الى الوراء.

وقد ساعد صحافتنا اليومية على هذا النمو، الاحداث السياسة والتقلبات الخطيرة التي مرت بها البلاد السورية، تلك الاحداث التي زادت عدد القراء زيادة كبيرة وجعلت الأميّ الجاهل يشتري الجريدة ليقرأها له جاره او ولده.

على أن هذه “النعمة”، نعمة الاحداث والتقلبات السياسية، ستزول فيما اعتقد بعد الحرب، وستصبح مهمة الصحافة اليومية اكثر مشقة، فستزول فيما اعتقد الدوائر والمؤسسات التي تقدم للصحافة اليومية البرقيات الاخيرة والانباء الهامة والرسوم الطريفة، ويصبح من واجب صاحب الجريدة نفسه أن يوسع عمله ويعتمد المراسلين والمخبرين وسيكون الفناء نصيب الجريدة التي لا تستطيع مجاراة النهضة الصحافية المقبلة.

اما الصحافة الاسبوعية التي نعتها صديقنا صاحب “الانشاء” بانها “كمالية” فهي في نظرنا اكثر اهمية من كثير من الصحف اليومية التي يعرفها ونعرفها، والصحافة الاسبوعية تؤدي للبلاد من الخدمات ما لا تستطيع الصحافة اليومية لان الجريدة اليومية لا تقرأ الا في المدينة التي تصدر فيها وفي المدن الصغيرة والقرى.

بينما الصحافة الاسبوعية الراقية ولا سيما الادبية تقرأ في كافة الاقطار المجاورة ناشرة صوت البلاد ورايها مقدمة احسن دعاية وأجلّ خدمة للبلد الذي تصدر فيه.

ولكن المسؤولين في بلادنا لم يدركوا بعد هذه الناحية ولم يعيروها ما تستحق من عنايه وتشجيع.
واني لعلى يقين بأن صحافتنا الاسبوعيه أكثر رقياً من صحف امريكا نفسها، وذلك بالقياس الى امكانيات هذه وتلك والتسهيلات وسعة الانتشار ووسائل الطباعة التي تتوفر كلها هناك وتنعدم هنا.

ولعل المسؤولين يعيرون الصحافة الاسبوعية في بلادنا بعض الاهتمام والعناية كي تستطيع القيام بواجبها على الوجه الاكمل.

عبد الغني العطري

صحافتنا بين رأيين
صحافتنا بين رأيين
راي الاستاذ وجيه الحفار صاحب جريدة الانشاء.
ورأي الاستاذ عبدالغني العطري صاحب مجلة الدنيا

 

زر الذهاب إلى الأعلى