أدب وفن ورياضةالدنيا مثل هذا اليومسورية والعالم
أخر الأخبار

طرابلس – المدينة المضطهدة

طرابلس – المدينة المضطهدة

طرابلس – المدينة المضطهدة

في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي كان هناك سجال واضطراب بالعلاقات بين سورية لبنان، إذ لم يكن في سورية مرفأ وكانت البضائع تصل لسورية عن طريق مرفأ لبنان.
كانت الجمارك مشتركة بين سورية ولبنان يتولى رئاستها الجانب اللبناني الذي كان يغلّب مصالح التجار اللبنانيين الذين استحوذوا على معظم الوكالات العالمية وكلاء لسورية ولبنان..

الحكومات السورية المتعاقبة كانت تطالب بتداول رئاسة الجمارك بين الجانبين، ولكن الجانب اللبناني كان يصرّ على الرفض والتمسك برئاسة الجمارك المشتركة فقامت الحكومة السورية برئاسة خالد العظم  في 12 فبراير 1950 بفصل إدارة الجمارك السورية عن اللبنانية وأصدرت قراراً بإنشاء “شركة مرفأ اللاذقية” التي تتبع القطاع العام لبناء مرفأ حديث لاستقبال السفن التجاريّة، تحت إشراف وزارة النقل وألحقت به ثلاث شركات هي شركة التوكيلات الملاحية والمديرية العامة للموانئ والمؤسسة العامة للنقل البحري، فانتشرت في لبنان دعوات لمقاطعة سورية مما دفع أهالي مدينة طرابلس في أكتوبر سنة 1950 للاضراب احتجاجاً على هذه الدعوات.

فنشرت مجلة الدنيا في زاوية كلمة ونص التي يكتبها رئيس التحرير مقالاً بعنوان:

المدينة المضطهدة
( أضربت بالأمس طرابلس ثلاثة أيام، بعد أن كبتت شعورها طويلاً، وانتظرت طويلاً “عطف” وشفقة الحاكمين عليها.
وقد أعطت طرابلس في إضرابها درساً قاسياً لدعاة القطيعة مع سورية، وصفعتهم صفعة أفقدتهم فيها الصواب، وما ذلك إلا لأن طرابلس تشعر بشعور سورية، وتتألم لألمها.
وقد أثبتت الظروف والمناسبات أن طرابلس هي المدينة المضطهدة في لبنان، التي ضُمت إليه بالرغم منها ومن إرادة أبنائها وزعمائها.

إن شعور طرابلس كان ومازال مع سورية، وإن حب الطرابلسيين لسورية والسوريين حب  جارف، لم يستطع المستعمر ولا الحكومات اللبنانية المتعاقبة أن يطفئوا جذوته.

ومازال الطرابلسيون ينتظرون يوم الخلاص للالتحاق بسورية، والعودة إلى الأم التي حملت طرابلس اسمها، فسميت طرابلس الشام  وجاء فريق من اللبنانيين “المستعمرين” فغيروا سنة الله وسموها طرابلس لبنان … (ولن تجدوا لسنة الله تبديلا).

إن إضراب طرابلس ليس إلا مناسبة واحدة من المناسبات الكثيرة التي أبت فيها هذه المدينة المناضلة إلا أن تعرب عن تعلقها بالوحدة السورية، ولو رجعنا إلى السنوات الماضية واستعرضنا حوادثها وأحداثها، لرأينا طرابلس قد وقفت إلى جانب سورية عشرات المرات، وطالبت بالانضمام إلى سورية مئات المرات، فكان الحاكمون في لبنان يتجاهلون هذه الصيحات المتوالية، ويمعنون في اضطهاد طرابلس، وخنق حرية أبنائها الأحرار، وميولهم الصادقة إلى الوحدة ).

المدينة المضطهدة

زر الذهاب إلى الأعلى