
فنون التعامل مع المرأة – (3)
خاص الدنيا
احترام المرأة واجب يسبق عشقها
احترام المرأة مبدأ من مبادىء المدنية ومظهر من مظاهرها يتأسس في المجتمعات الحديثة وقد أعتبر أحد المفكرين المرأة بمنزلة مرآة أمينة تعكس رقي المجتمع ووعي رجاله وسوية تربيتهم ومعيار ثقافتهم .
حسبنا أن نذكر بأن احترام المرأة في ذاتها واحترام المرأة لذاتها هو أول الطريق، لأنه الأساس الذي يقوم عليه الحب.
فمن دون الاحترام يفقد الحب أساسه ومحتواه، ولا يعدو إلا أن يكون ضرباً من غريزة طبيعية يشترك فيها الإنسان والكائنات الأخرى معاً ..
احترام المرأة لإنسانيتها هو احترام جوهرها الإنساني و فرديتها واختلافها . فإن واقع الإختلاف يفرض ألا يكون تعامل الرجال مع النساء أو تعامل النساء مع الرجال نمطياً . صحيح أن الإحترام واحد ولكن طرق التعبير عنه مختلفة باختلاف الأفراد واختلاف الظروف والمناسبات واختلاف درجاته أيضاً.
ليس أسهل على ذكاء المرأة وراداراتها من التقاط اعجاب الرجل واهتمامه بها واحترامه لها ، فهي تلاحظ بذكاء وبهاء ودهاء اعجابه من لهفته وصهيل كلماته ومما وراء نبض حروفه .. ومما بينها، ومن أناقة تصرفاته، ورهافة أفعاله.
فإن رقة الكلام ولياقة التصرف يتركان أثراً طيباً في نفس المرأة ، عندما تستشعر فيهما الصدق والأناقة والأصالة والرهافة.
وفي تجربتي، فإن معايير ملاحظة المرأة وموازينها أكثر دقة من موازين الرجل، لأنها أكثر قدرة على التقاط الفروق الدقيقة في القول والمظهر والسلوك .. وأكثر قدرة على إدراك التناقضات و المفارقات …
إن كلام الرجل للمرأة وتعامله معها يجب أن يكونا مثل ماكياج المرأة يظهر مواطن الجمال إلى جانب التناسق والانسجام.
فالمكياج لايجمل المرأة ، بل يظهر مواطن جمالها وينم على ذوقها فقط . وهنا يكمن الفرق بين ماكياج وماكياج ، بين ميك آب يراد منه أن يجمل ، فيؤدي غالباً إلى عكس مايراد منه وميك آب يراد منه أن يظهر الجمال ، فيظهره ويزيده وضوحاً.
كذلك كلام الرجل مع المرأة وسلوكه ، فضلاً عن أناقة مظهره ولياقة حضوره وخفة ظله ورهافة كلماته .
ثالوث أساس واستراتيجي في شخصية الرجل: مظهر أنيق ، وكلام رقيق ، وسلوك رشيق.. إذا تضافرت معاً تترك أطيب الأثر في نفس المرأة وقلبها.
وتوفر مناخات الإعجاب التي قد تقفز انسيابياً وتلقائياً إلى عتبات الحب .. سيما وأن خيال المرأة شديد الإندفاع والتوثب .. فهي كثيراً ماتقفز بمشاعرها، دون دراية، من دائرة الإعجاب إلى فضاءات الحب وعوالم العشق ..
د. سامر العطري، من كتابي (الإتيكيت) – علم تهذيب السلوك