أدب وفن ورياضة
أخر الأخبار

فيروز في وداع زياد، عندما تودع الأم فلذة روحها

فيروز في وداع زياد، عندما تودع الأم فلذة روحها

فيروز في وداع زياد، عندما تودع الأم فلذة روحها

د. سامر عبدالغني العطري
فيروزنا الحاضرة في القلوب أبداً والنفوس والدروب ..
هكذا أنتِ شامخة كأرز لبنان وجبال صنين …
في حضرة موقف يختصر كل المواقف في الحياة ..
وهل أعظم من موقف فقدان الأم لفلذة روحها …؟
أبكتني فيروز اليوم وأنا أتابع حضورها مأتم زياد الرحباني ..
أبكتني من القلب وأنا أقرأ لغة الكبرياء فيها والشموخ ..
انه الحزن الأنيق والعميق الرقيق المعمد بالبهاء والصبر والكبرياء .. وقد لحظته يرتسم على محياها اللطيف الذي ارهقته عقود الدهر وأعوام الحياة ..
غني عن القول ان من أصعب المواقف واشدها مرارة في الحياة وداع الأم ابنها وهي في خريف العمر .. ولعل أقصى استثناءات الدهر قسوة إنما تكمن في أنقلاب معادلات الحياة وسننها ، حيث الأهل يدفنون الأبناء ويكسرون عند مذبح رحيل موجع لهم غير متوقع …
كانت دعوات امي رحمها الله أطراف الليل واناة النهار تقول بتضرع لرب العالمين اللهم لا ترني لوعة في ولد من أولادي … والدتي كانت أميرة جميلة قوية كالجبل شامخة ومتميزة ، لكنها رغم قسوتها المصطنعة كانت رقيقة القلب والحواشي مع اولادها .. حتى أني كنتُ اخشى عليها بحق من قسوة الإنكسار فيما لو أني رحلتُ بغتة أو أحد اخوي .. يوم رحيلها وقفتُ عند ضريحها وأنا اهمس لها : هاانتِ قد رحلتِ بصمت وكبرياء وقد استجاب الله ابتهالاتك الملحة بعدم رؤية لوعة في رحيل أحدنا ….
ماأصعب لوعة الأم في فراق فلذة كبدها.
         بوقار مؤثر والحزن يعتصر قلبها فيروز تغني في وداع زياد

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى