في الذكرى الأولى لرحيل فراشة الزمن الجميل

في الذكرى الأولى لرحيل فراشة الزمن الجميل

ميل ياغزيل …
بسقيك فنجان قهوة … بعملك تبولة …
فنانة الزمن الجميل وصديقة الراحل الكبير عبد الغني العطري في ذمة الله …
اليوم تبكيها الذكريات وفناجين قهوتها مع صديق عمرها شيخ الإعلاميين عبد الغني العطري ..
واليوم ترثيها أطباق التبولة التي كانت تجيد إعدادها للعطري ..
وهو من فتح لها ابواب القلوب والدروب ومنابر مجلة الدنيا صديقة البيوت والمجتمعات في ذاك الزمن الأبيض الأجمل ..
.
قد وعيتُ منذ نعومة الأظفار بعض زياراتها وسهراتها الفنية لمنزل العائلة في الحي الدمشقي العريق نوري باشا مع زوجها المخرج محمد سلمان والفنانة القديرة نور الهدى والفنانة الجميلة نازك …
.
ولستُ أنسى دعواتها لنا على صغر عمري آنذاك في بيروت وبشاشة استقبالها لصديق عمرها عبد الغني العطري الذي كانت تعاتبه بأغنيتها التي يحب :
ميل ياغزيل .. بسقيك فنجان قهوة .. بعملك تبولة …
.
هكذا ترحل فراشة الزمن الجميل المعمد بالذوق الرفيع والرهافة والأناقة .. لتطوي معها حكاية فنانة قديرة رسمت خارطة نجاحها بالموهبة والصبر والمثابرة والإرادة الطموحة في ظروف صعبة وتحديات حقيقية وقفت فيها بجدارة ممكناتها وأناقة موهبتها أمام عمالقة الفن وأساطير الغناء لتقول بفنها الجميل ومغناها الأصيل أنا نجاح سلام . فكان لها من اسمها الكبير النصيب الوفير . . فحققت النجاح والحب والألق والسلام .. إذ ليس من السهل أبداً أن يلمع نجم فنان في ذاك الزمن الجميل أمام عظمة زمن ام كلثوم وعبد الوهاب وفريد الاطرش وعبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد …
ولكنها الإرادة والموهبة التي حققت المعجزات في مسيرة الفنانة القديرة الرقيقة المرهفة المبدعة هذه …
.
نجاح سلام فنانة كبيرة وقد ظلمت في الجزء الأخير من حياتها .. وهي تستحق البقاء في قلوبنا وفي ذاكرتنا …
لروحها الطيبة الرحمة والسلام والعمر الطويل لأهلها وآلها واحبتها ومحبيها …

سامر العطري