كيف أجبر شكري القوتلي على تقديم استقالته
كيف أجبر شكري القوتلي على تقديم استقالته

كيف أجبر شكري القوتلي على تقديم استقالته
الدور الخطير الذي لعبه محسن البرازي لانتزاع الاستقالة بالحيلة والمراوغة
ظل حسني الزعيم اسبوعا بعد انقلابه يمارس بكل وسيلة، ويحتال بكل حيلة، ويلجأا لكل خدعة، لعله يحظى باستقاله فخامة الرئيس شكري بك القوتلي بعد ان تأكد لديه أنه لابد من الحصول على هذه الاستقالة لتحقيق وطره، ويتسلق سلم المجد الذي طارت اليه احلام الود ويريح قدحه في الرئاسه ويصبح له رأي بين أهل الكياسه والسياسه ويغدو ذا رأي مطاع في الدولة، تراقبه المهابة وتصاحبه العزة والصولة، ولكنه مارس من القوتلي قناة لا تلين لغامز وإرادة لا تهي لخطب، وعزيمه ماضيه لا تنثلم، ومن عانى من الدهر، وذوي الجبروت والقهر ما عانى القوتلي مدى حياته، مد الله حياته، فما هان ولا لان، ولا جبن ولا استكان.
عز على حسني الزعيم ان ينهزم امام جبروت القوتلي، وعند ارادته وقوه مرنه، وشدة عزيمته والنصر ملء أهدابه والظفر معقود اللواء على مفرقه والمجد ترفرف راياته وتتلى اياته، فأهمه ذلك وكدر صفوه وامر حلوه وهدم اعصابه وحرك اوصابه ولكن الامين الوفي … الذي كان لدى القوتلي مستودع الاسرار وصفوة الابرار والناصح والناصح المختار والسفير الخطير والمرتجى لكل جليل وكبير، اصبح لدى السيد الجديد مدبّر امره وصاحب مشورته والقائم بدولته تعهد لزعيمه الجديد ان ينال هذه الاستقاله ويهدي باله!
وقصد الى مستشفى المزه بعكازه وجبته وبكامله هيئته ووافر عدته.
و وافى الغرفه التي يقيم بها ابو حسان، ثابت الجنان، واخذ بتمثيل دوره لطوره! وبادره بعد دموع سفحها وعبرات اهماها اسحها وزفرات رجعها، وقال وقد وجد من الحرس غرة!
سيدي! انك تعلم من اخلاصي و وفائي لشخصك السامي ما لا يعرفه سواك، واني على استعداد لان اضحي في سبيل مرضاتك بنفسي واهلي ومالي والاولاد، وقد جئت الان اطلق آخر سهم في الوفاء لك، وانقاذ حياتك من خطر عظيم وخطب جسيم!
ان حسني الزعيم قد عول على امري فظيع، وتدبير شنيع فألف محكمة عسكرية لمحاكمة فخامتك والحكم عليك مهما كان الامر بالاعدام بعد ان ابيت ان تمتعه بالاستقالة وتهدئ بلابله وتريح بلباله وقد تركته الان يستدعي هيئه المحكمة للاجتماع والشروع فيما عهد به اليها.
وتأوه وتنهد وذرف الدمع، و أسال العبرات وافاض ماء الشؤون، وحرك الهواجس الشجون وغادر الغرفة مودعاً…
بعد ان مثل دور الوفي الامين الناصح!.
وفي اليوم التالي كانت صحف دمشق تنشر في صحائفها الاولى النبأ التالي:
اقدم للشعب السوري الكريم استقالتي من رئاسة الجمهورية السورية راجياً له العزة والمجد 6 نيسان سنه 1949 شكري القوتلي.

مواضيع ذات صلة: