كيف تكون المساعدة؟
المعونة الاجتماعية وكيف تكون المساعدة
سنة 2008 زارني أحد المعارف يطلب مساعدة مالية عاجلة “10000ليرة سورية تعادل 200دولار” وحلف اغلظ الأيمان أنه سيعيدها باسرع وقت، وافقت بشرط أن يوقّع على وصل امانة..
وقدمت له وصل امانة بمبلغ 20000ليرة ، حين رايت الصدمة على وجهه قلت له:
لن أطالبك برد المبلغ ولكن ساقدم لك عملا إن بذلت جهداً صادقاً بانجازه اعتبر أن الايصال غير موجود، وان لم تفعل سيكون عليه اعادة المبلغ كاملاً.
اعطيته 10000ليرة سورية واتصلت أمامه بصديق يملك ورشة لصنع ملابس الاطفال وطلبت منه اعطاءه بضاعة بقيمة 10000ليرة…
وطلبت منه توزيع هذه البضائع وبيعها باي وسيلة يراها وامهلته اسبوعين فان فعل يكون له المربح ويقوم بتسديد 10000ليرة لصاحب الورشة واستلام طلبية اخرى لبيعها.
بعد اقل من اسبوع باع كل مالديه، اشترى طلبية اخرى وأخذها لمدينة حماة باعها على الفور و تطور الأمر بسرعة واصبح يذهب كل اسبوع للمحافظات ثم تواصل مع صديق له في العراق وباعه طلبية…
خلال اقل من ستة اشهر سدد دفعة اولى لسيارة نقل صغيرة وتحسنت احواله واصبح يذهب للمصانع والورش ويسوّق انتاجهم في المحافظات وتحول خلال سنة واحدة من موظف مطرود من عمله لصاحب عمل.
هذا مفهومي للعمل الخيري أما المعونات والمساعدات لاغراض الانفاق الحياتي فهي تخدير وتكريس للمشكلة، وبرايي انها أسوأ ما أنتجته لنا هذه الحرب الملعونة إذ حوّلت معظم شبابنا المنتج المشهود له بالنشاط لكسول ينتظر المعونات.
برأيي أن تحويل “بعض” الجمعيات الخيرية التي لا هدف منها إلا البروظة لمعاهد ومدراس مهنية تدرب الناس وتقدم معونات للمتفوقين وتعمل على المساعدة على ايجاد فرص عمل لهم أفضل بملايين المرات من استجداء المعونات وتقديمها لهم.
*- “لا أقصد الاساءة للجميعات الخيرية الجادة والمشهود لها بالكفاءة والعمل المجتمعي الايجابي”.