مسافة الأمان بين الناس حكمة وحنكة ووقاية
مسافة الأمان بين الناس حكمة وحنكة ووقاية

مسافة الأمان بين الناس حكمة وحنكة ووقاية

مازالت الأيام والليالي تهدينا المزيد من الدروس والعبر ..
فتارة تكافئنا وتطبطب علينا ، وتارة توبخنا وتشد الأذن منا ..
فقد نتورط عن صفاء وحسن نية إلى إلغاء المسافات الفاصلة بيننا وبين هذا وذاك أوتلك … ثم لانلبث اكتشاف الخطأ الفادح الذي ذهبنا اليه بمحض إرادتنا غير مرغمين عن سابق طيبة ونقاء سريرة ومروءة ..
أعلم أن بعضنا يبادر إلى إلغاء المسافات مع الآخرين عن طيب خاطر و نوايا حسنة ، غير أن الواقع كثيراً مايؤكد خطأ الخيار هذا ويكشف أهمية الحفاظ على المسافة الفاصلة بيننا وبين الكثير من الناس قريبهم وبعيدهم .
وهو مايشكل صمام الأمان لإنتاج علاقات أجمل وأفضل وأمثل تحمل ممكنات النمو والإستمرار والإستقرار والبقاء .. ولعلي لا أغالي إذا أكدتُ أن إلغاء مسافة الأمان يعتبر في حالات كثيرة بمثابة تفخيخ لعلاقاتنا الاجتماعية والتواصلية ..
غني عن البيان أن المسافات التي تفصلنا عن الآخرين تسهم إلى هذا الحد أو ذاك في الحفاظ على اعتباراتنا وكراماتنا وتحقن دم قلوبنا ، وتحول دون خذلان محتمل ونكران منتظر .
ولعل ماكشفته الدراسات خير دليل على صحة مانؤكد عليه، حيث خلصت الدراسات إلى أن أكثر من 80% من خلافات الأقارب والأصدقاء ترد إلى حالات حميمية ، بمعنى ” رفع الكلفة ” سبقت اندلاع الخلافات وانفجار التناقضات تم خلالها إنتهاك خطوط الأمان بدوافع نبيلة ونقية وطيبة وإلغاء مسافة الأمان الواجب تركها والحفاظ عليها ..
تحدثتُ عن مسافة الأمان بين الناس ، وكأني بها تعادل من حيث الأهمية مسافة الأمان التي نتركها عندما نقود السيارة مع سيارة اخرى، تلافياً لأية حوادث ناجمة عن إلغاء تلك المسافة الضرورية .. كذلك هو ترك مسافة الأمان مع الآخرين من حيث الأهمية والوقاية .. وفي ذلك لاشك حكمة وحنكة ودراية ومعرفة ..
د. سامر العطري