أدب وفن ورياضة

مسبّع الكارات

مسبّع الكارات

مسبّع الكارات
ظاهرة تسبيع الكارات!!!
في بلاد بعيدة وغريبة “حولنا ولا حوالينا” تتجسد أمامك ظاهرة (تسبيع الكارات) بكل تجلياتها وطرائفها وغرائبها وتناقضاتها لكثير من المهرجين والطامحين والطامعين. فلا غرو في أن تلحظ ” مغموراً ” وقد صار محللاً سياسياً ومنظراً مدججاً بالتسميات والصفات يتحفنا بعبقرياته وأفكاره ورؤاه الفذة.
.
ولا تستغرب إذا رأيت مغنياً من الدرجة الخامسة وقد صار مقدماً للبرامج ضارباً عرض الحائط بالموهبة والدراسة والممكنات والإختصاص والكاريزما …

 

وموظف بصيدلية يزاول دور الطبيب “ولا يحمل شهادة صيدلة” .. فيقدم نفسه بصيغة الطب البديل ولا يقبل بأقل من لقب ” دكتور” مع أن أكثر مبيعاته : فوط صحية وألعاب أطفال ومواد تجدها باي سوبرماركت!!!

نرى مسبّع الكارات فيكون معقب المعاملات أو عرض حالجي فيتعدى على مهام المحامي ودوره فيُستشار ولا يحار وينصح بهذا وينهى عن ذاك، عارضاً خدماته المعززة بأدواته وممكناته وامتداداته ومفاتيحه مقابل فهمك لفعل
” ترشرش ” بالإذن من الصديق الغالي علي الديك ..
.
و لا تأخذك الدهشة إذا صادفت موظفاً ” غلباناً ” يستسهل كتابة بضع مقالات ، واقامة المحاضرات على طريقة القص واللصق والنقل والاقتباس الفاقع والسطو على أفكار الآخرين وسرقة عباراتهم وجهودهم .. فيسارع إلى تسمية نفسه دون خجل أو وجل ” أديباً وأستاذاً محاضراً وشاعراً و اعلامياً ..”

ولا تستغرب من أحداهن وقد مارست كتابة الخواطر من باب الهواية أو التطفل ، لكنها امام سطوة التريندات واللايكات والفولووات سرعان ماتصدق نفسها وتوهم ذاتها انها صارت فجأة شاعرة أو إعلامية وربما أديبة تفوق عبقريتها عبقرية غادة السمان ومي زيادة … وتأبى إلا أن تفخخ اسمها بلقب شاعرة ، وماتيسر من تسميات وصفات ومراتب وألقاب …

ولا تضحك لو رأيت موظف بمطبعة لم ينل حظه الكافي من التعليم وقد أصبح مالكاً لدور نشر يديرها ويرأسها بعقلية بقّال ثم يسارع لاصدار مجلة ينصب نفسه مديراً عاماً لها ورئيساً لتحريرها …

نحكي كمان ولا بيكفي لهون ….؟
.
تسألني صديقتي أحقاً حدث هذا ويحدث … وأين … ؟ أجيبها فأؤكد حدث هذا غاليتي ومازال في سويسرا وفرنسا وأسبانيا وبريطانيا .. نحنا كش برا وبعيد مافي عنا هيك سوالف وتجاوزات وماحدا بيحكي خارج اختصاصه … !!!
سامر العطري

زر الذهاب إلى الأعلى