أدب وفن ورياضة

من فنون الحياة !

من فنون الحياة !

من فنون الحياة !

د. سامر عبدالغني العطري

لا تشغل البال بماضي الزمان
ولا بآتي العيش قبل الأوان
واغنم من الحاضر لذاته
فليس في طبع الليالي الأمان

غَدٌ بِظَهْرِ الغيب واليومُ لي
وكمْ يَخيبُ الظَنُ في المُقْبِلِ
ولَسْتُ بالغافل حتى أرى
جَمال دُنيايَ ولا أجتلي

تعجبني فلسفة شاعرنا الكبير  “عمر الخيام”  وطريقته في الحياة .. وتراني أميل لها اسلوباً وخياراً ونهجاً ..  فنحن – من حيث المبدأ  – لانملك من غدنا شيئاً .. وليس لنا من ماضينا سوى استنساب الدروس  والفوائد والعبر ..

فلمَ  القلق الكبير  هذا والتوتر الوفير  والقتال  الغزير .. ؟

ولمَ  كل هذا الهم والغم ..؟

طالما ان الحياة  ماهي سوى رحلة آيلة الى نهاية حتمية .. وهي نهاية  محتملة  قائمة وواردة بين لحظة ولحظة ..

فهل يضمن أحدنا ان يستيقظ غداً حياً يرزق .. ؟

وهل يضمن أحدنا  العودة  إلى  منزله سالماً غانماً ..؟

لا يعني  هذا  أبداً  الجنوح نحو خيار اللامبالاة  _ كي لايزاود علينا المزاودون _ بل يعني عقلنة التفكير وضبط ايقاع حساباتنا  متماهية على حقيقة واقع لانستطيع ضمان غده ..

وبالتالي أهمية عيش اللحظة بأقصى ممكنات ايجابياتها ..

فكم من أيام هانئات  وليال حالمات قد  ضاعت  بالهم والغم  وتلاشت  بالقلق والتوتر  والنكد ..

ولما صرنا في غيرها رحنا نمارس طقوس الرثاء لها  والوقوف على  اطلالها  .. ونبث الحنين لها  والأنين ولسان حالنا    يقول مع   شاعرنا الحكيم  :

رب يوم بكيتُ منه فلما …. صرتُ في غيره بكيتُ عليه

وطالما ان الحياة  هي على حد رأي اشقائنا المصريين ( ماحدش واخد منها حاجة ..)

فلنعشها إذن  لحظة بلحظة .. ولنشكر الله  سبحانه و تعالى  على كل يوم لانزال فيه احياء نرزق بكامل وعينا وتمام صحتنا .. فلا شيء يدوم .. ومامن أزمة أو مشكلة الا ولها عشرات الحلول والمخارج والسيناريوهات ..

فالنجتهد ولنحاول تخفيف وطأة الحالة الإنفعالية الكفيلة بهدر طاقاتنا الإيجابية واستدعاء الطاقات السلبية  ومعها انتاج ماتيسر من الفوالج والجلطات الدماغية والقلبية .. ومن ثم التخرج  ببرقية عاجلة الى ماوراء الشمس …

د. سامر العطري

زر الذهاب إلى الأعلى