أدب وفن ورياضة
أخر الأخبار

نجاح حفيظ كتبت لذكراها

نجاح حفيظ كتبت لذكراها

نجاح حفيظ  كتبت لذكراها

د. سامر عبدالغني العطري

خاص الدنيا
رحيل حبيبة  ” غوار الطوشة ” التي هام  عشقاً بها وقاتل من أجلها دون أن يتورع عن الإنحراف والإنجراف  من أجل الوصول لحماها .. ثم تاب لأجل عينيها  بعد أن ذاب فيها عشقاً وشغفاً  وصبابة .. وقد قال مقولته الشهيرة  في تيمة حبها :

” يضرب الحب شو بيذل ..”

لكنها رغم هيام  ” غوار الطوشة  ”  وشغفه  بها  ..  ورغم ماتفتقت قريحته العشقية عن اطلاق معلقته الخالدة فيها :

”  فطوم فطومة خبيني في بيت المونة ..”  ظلت   حباً مستحيلاً  حيّره   وعذبه وأضناه  ..

هي التي جننت غوار عشقاً وشغفاً وحلماً  ظل بعيد المنال .. خطفت قلب  ابن  الطوشة صاحب النهفات والقفشات وهو من جنن العالم بمقالبه  .. في الوقت الذي  أحبت  الصحفي  ” حسني البورظان ” في  ” صح النوم ” حتى  صحى من النوم بعد أن قررت النأي فجأه  والبعد عن قطبي الصراع  ” غوار وحسني ” من أجلها ، كي تتزوج  في غفلة من زمن أعوج  لم ينصفها  من  الورقة الخاسرة  ” ياسين بقوش ” على مبدأ  :

” من القلة مالو علة … ”

وعملاً بنصيحة عاشقها   المجنون ” غوار ”  وقد  تغني فيها حلماً بعيداً ومنطقاً لايخلو من الحكمة  ناصحاً:  لاتقضي عمرك بالخطاب محتارة بغمضة عين بيمضى العمر ياخسارة..

وهاهو العمر يمضي وترحل فطوم  ، ياخسارة …

إلى هناك ترحل  حيث ينتظرها    ” حسني البورظان ” .. في عالم لا مقالب فيه  ولا أحقاد ولاضغائن .. في عالم نتوقع أن يكون أجمل وأفضل وأنبل من عالمنا هذا ….

كانت فطوم حيص بيص ” نجاح حفيظ ” تسعدني بزياراتها  لمكتبي في مستهل حياتي العملية  يوم كنتُ مديراً  لمكتب الصحافة والإعلام والنشر  ..
وكانت تروي لي حكايات نضالها الفني ، حيثُ بدأت مشوار التألق بمسرحيات  وأعمال تلفزيونية مختلفة ، وصولاً  إلى دور العمر عند اختيارها في مسلسل  ” صح النوم ”  تلاه مسلسلات كثيرة ،  فضلاً  عن  بعض الأفلام السينمائية السورية والسورية المصرية المشتركة  ..

عرفتها سيدة لطيفة طيبة رقيقة الحواشي  تتحلى بالدماثة والرهافة  والظرافة ..تحفظ الجميل ولا تنسى الموقف النبيل .. وذاك من طيب أصلها  ومعدنها الراقي..

محدثة لبقة هي ومستمعة ذكية .. قد يكون الزمن اللاحق في الدراما السورية أوجعها ولم ينصفها أو غيبها إلى هذا الحد أو ذاك ..
ولكن حسبها أنها كانت  صفحة زاهية  من الزمن الجميل ، وانها كانت من الرواد الأوائل وقد بدأت مسيرتها في مرحلة الكبار .. فعملت مع العمالقة أمثال عبداللطيف فتحي وأنور البابا ونهاد قلعي . وعاصرت المبدعين  الأوائل  .

نجاح حفيظ  ذاكرة من الأصالة والفن والظرافة والرهافة  ..
وهي الراحلة الباقية فينا  والخالدة بفنها وحضورها وخفة ظلها ..

سامر العطري

زر الذهاب إلى الأعلى