
هل هدم مبنى المحافظة هو الحل؟

السيد الرئيس أحمد الشرع
استغربت كثيرًا عرض المحافظة لفكرة هدم المبنى الخاص بها لتوسيعه وأنه لم يعد يتسع للموظفين!!!
ما هذا العفن التخطيطي إن كان صحيحًا؟؟ وكيف لإرادة فرد أن تثير هذا العرض؟؟
إنه مؤشر خطير على ذهنية الاستبداد المتجلية بقوة، فهم ما شاء الله الأكثر خبرة، ومن أصحاب الاختصاص، متغافلين عن قضية هامة تتعلق بالحقوق والملكيات وأهمية احترامها!!
إن كانت الفكرة صحيحة وأظنها كذلك لعدم ورود رد من المحافظة!! لماذا الهدم وأين سيعمل جيش الموظفين؟؟
وما مصير تاريخ عمران ابنية دمشق المخزنة في أرشيف الرخص والموافقات ومكتب التنظيم وما يتبعه والاستملاك وقذارته؟؟
ألم تجدوا غير مبنى المحافظة لتتفكروا بهدمه؟؟
إن كانت نواياكم سليمة تجاه إنشاء مبنى مميز للمحافظة يليق باسم دمشق!! فأقترح عليكم
استثمار الأرض الشاسعة التي يشغلها ما يسمى مرآب المحافظة، في أهم منطقة تنظيمية وهي كفر سوسة!!
أراضٍ تتجول فيها السيارات بمساحات ميتة دون استثمار وتضم دوائر المحافظة الخاصة بالآليات والنظافة والحدائق وهندسة المرور والصيانة والإضاءة والدوائر التي لا تمنح مفيدًا، كالدراسات والنفايات الصلبة وكثير من الإشغالات!!
هذه المساحات الشاسعة بأغلى مواقع دمشق يحيطها أيضًا مبانٍ للسورية للتجارة والصرف الصحي والإطفاء وشرطة النجدة سابقًا !!
يمكن تنظيمها بإنشاء مبنى مميز للمحافظة، تكون عمارته واضحة التأثير فيه، وإنشاء مرآب خاص بآلياتها المهترئة تحت أقببيتها!!
ومن المهم التفكير بإقامة مركز انطلاق حضاري تحت الأرض بنفس المنطقة، لأنها مركز اتصال بكل طرقات المدينة المتوجهة إلى درعا والسويداء ومناطق الريف وقراه كلها !!
وتكون بذلك إزاحة لكل مشكلات المدينة المتعلقة بمراكز الانطلاق الخاصة بالمحافظات الجنوبية وريف دمشق!!
إن تنظيم هذه المساحات “ماسية الثمن” سيُدر على المحافظة أموالًا باهظة، بكبر أرقامها تمكنها من حل معظم مشاكل التنظيم العالقة!! ويريح المدينة من معظم إشكالياتها المستعصية..
التنمية والتطوير تعني الخروج كليًا من فكر الاستبداد الذي كان قائمًا
وضع رؤى جديدة معنية بالتفكير بدمشق الحديثة، وتعكس آراء الخبرات المعنية بالتخطيط والتنظيم والقانون!!
علينا الخروج من رؤى استبداد الأفراد بطرح المشاريع واجتراء الحلول!!
يكفينا ما تم من مشاريع متسرعة الطرح والتنفيذ كتجميل تحت جسر الحرية!! وتجميل قاسيون وقطع الأشجار لإنشاء مرآب لسيارات الزوار!!
الارتجال والاستبداد بالرأي لم ينتج إلا أسوأ المشاريع وهدر الأموال وتقوية شبكة المنتفعين من المقاولين الذين دمروا البنية التحتية لدمشق!!
أوقفوا الحديث بهذه المهزلة التي انبثق طرحها بظروف وزمن غير مناسبين إطلاقًا!!
أنا على ثقة بأن محافظ دمشق لم يزر المنطقة الواقعة بأرض “ماسية السعر” والمسماة بمرآب المحافظة!!
لنحب دمشق ونخفف أعباء استبداد محافظيها على مسار حكم الاستبداد الذي كان..
ولنفكر براحتها من فوضى بشاعة البناء وقضم بساتينها وفوضى المرور والازدحام فيها؟؟
فلا مستحيل أمام إرادة فعلية تسعى لجعلها فعلا “درة المدن” قبل جحافل الاستبداد وجراد المنتفعين كلها التي خنقت دمشق وأكلت غوطتها واستباحت جبلها!!
فهل من جرأة مطلوبة بتغيير ما يؤخذ من قرارات بشأنها وأهمية إخضاعها للقانون والقوى الناعمة المتعلقة بحماية الملكيات؟؟
دمشق ليست مسرحًا لتعرضوا عليها مشاهد استعراض الكثير من المشاريع التي تتعدى على ثالوثها المقدس وميثاقها وحقوق أهلها!!
أوقفوا هذه المهازل بالطروحات، وبيكفي سوريا ستين سنة من استبداد استطاع خلالها وأد دمشق الجميلة والعاصمة الأقدم والغوطة والبساتين واستنزاف الموارد بإسكان نصف سورية بمساحتها الصغيرة وإفراغ المحافظات، وبالتالي تصحير الآراضي وما ينتج عنه؟؟
بيكفي ستين سنة من تخريب ممنهج.
واليوم تئدون حلمنا برفع الأذى عن دمشق، بإلغاء مناطق تنظيمية درستها خبرات ارتزاقية تعمل بقوة المال ونوايا التخريب؟؟
لنمد مسار الاحتجاجات للمشاريع والرؤى التنظيمية،
وهو سيكون ممتدًا وراحلًا لإنجاز المميز وفتح الموارد ووضع رؤى جديدة تستحقها دمشق، بعيدة عن نشر ثقافة موسى العمر التي يتحفنا بعناوينها؟؟
دمشق التي بُنيت بأيادي المبدعين وأصحاب الكار ومنتجي الجمال، لا تقبل دخول الإرتجال والتشبه بغيرها من المدن.
لأنها دمشق.. تستحق أداءً مختلفًا ورؤى مختلفة يكون فيها إبراز هويتها وحقوق أهلها وحماية الملكيات ورفع أذى وبشاعة الاستملاك عنها!!
لدينا المخططون الذين بنوا أهم المدن، لماذا لا نستنير برؤاهم ومنهم من هو على استعداد لتقديم المشورة مجانًا من أجل الحفاظ على دمشق؟؟
ابتسام مغربي