ڤولكس ڤاكن وشيري الصينية يعيدا ترتيب أوراق سوق السيارات الأوروبية
ڤولكس ڤاكن وشيري الصينية يعيدا ترتيب أوراق سوق السيارات الأوروبية

ڤولكس ڤاكن وشيري الصينية يعيدا ترتيب أوراق سوق السيارات الأوروبية
خاص الدنيا
في خطوة قد تُعيد تشكيل خريطة صناعة السيارات في أوروبا، أعلنت شركة ڤولكس ڤاكن الألمانية عن شراكة جديدة مع شركة شيري الصينية رابع أكبر مصنّع للسيارات في الصين، لتحويل مصانعها في ألمانيا إلى مراكز إنتاج لسيارات “شيري” المخصصة للسوق الأوروبي، بهدف تجاوز التعريفة الجمركية التي فرضتها المفوضية الأوروبية على الواردات الصينية مؤخراً.
وتأتي هذه الخطوة بعد تصاعد التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين حيث فرضت بروكسل رسوماً جمركية مؤقتة على السيارات الكهربائية والهجينة المستوردة من الصين تتراوح بين 17% و48% بحجة دعم الدولة للشركات الصينية.
وعلّق مسؤول في شركة “شيري” على هذا التطوّر قائلاً: “بدلاً من دفع جمارك باهظة على سياراتنا في أوروبا سننتجها داخل القارة ذاتها مما يتيح لنا تجاوز الحواجز التجارية ويمنحنا ميزة تنافسية مباشرة”.
مكاسب متبادلة للطرفين:
التعاون بين العملاقين يحمل أبعاداً استراتيجية لتعزيز مصالحهما المشتركة:
-لشيري: توسعة نفوذها في السوق الأوروبي عبر إنتاج محلي يتفادى التعريفة الجمركية، إلى جانب تقديم طرازات هجينة وكهربائية تتماشى مع معايير الانبعاثات الصارمة في أوروبا.
-لڤولكس ڤاكن: استغلال الطاقة الإنتاجية غير المستخدمة في مصانعها الألمانية والتي تعاني من تراجع الطلب على موديلاتها التقليدية مما يُنقذ الشركة من خسائر مالية محتملة.
-لمواجهة التحديات: يأمل الطرفان في تجاوز الضغوط الاقتصادية والسياسية عبر تنويع مصادر الدخل وتعزيز الابتكار في تقنيات النقل الكهربائي.
هل ستنافس السيارات الألمانية المنشأ الأسعار الصينية؟
يطرح هذا التعاون سؤالاً محورياً: هل ستتمكن السيارات المنتجة في ألمانيا من منافسة نظيرتها المصنوعة في الصين من حيث السعر؟
في الوقت الذي تتمتع فيه المصانع الصينية بتكلفة إنتاج أقل بنسبة 20–30% وفقًا لتقارير صناعية، تُراهن ڤولكس ڤاكنوشيري على كفاءة الإنتاج الألماني وسمعة العلامتين التجاريتين لتعويض الفارق، مع التركيز على جودة التصنيع وتقنيات الدفع الكهربائي المتقدمة.
ويتوقع خبراء أن يؤدي هذا التحالف إلى تسريع وتيرة الشراكات بين الشركات الأوروبية والصينية في قطاع السيارات، خاصةً مع تصاعد حدة المنافسة في سوق الطاقة النظيفة، بينما يحذر آخرون من تأثيرات سلبية على الصناعات المحلية إذا لم تواكب الشركات الأوروبية التحوّل التكنولوجي بسرعة.
المرحلة المقبلة ستكشف إن كانت هذه الشراكة قادرة على تغيير قواعد اللعبة فعلياً، أم أنها مجرد خطوة تكتيكية في معركة تجارية أوسع.
مواضيع ذات صلة:
الاتفاق الصيني الأوروبي: انفراجة في العلاقات التجارية بعد سنوات من التوتر
دونالد ترامب: رؤية مثيرة للجدل حول العالم كإقطاعية أمريكية
اتفّاق صينيّ أوروبيّ لرفع القيود على التبادل التجاري.. هل كانت سياسة ترامب السبب؟