
رجال ونساء بلا حب
ليست المرأة العانس هي التي لم تتزوج وحسب .. بل هي المرأة التي تستيقظ كل يوم لتجد بجانبها رجلاً لا تحبه ولا تشغف به ..”
لعل المقولة هذه تنطبق ، من أسف ، على الكثير الكثير من العلاقات الزوجية الكاذبة والمزيفة القائمة في مجتمعاتنا العربية عموماً بين رجال ونساء يعيشون تحت سقف واحد في ظل تصحر عاطفي وقحط شغفي لامثيل لهما .. حيث كل يوم تستيقظ آلاف و ملايين النساء لتجدن بجانبهن رجالاً لاتشعرن معهم بالحب والعشق والشغف .. وهنا المأساة الحقيقية تكمن ، فتتجسد في العنوسة الروحية والجسدية والعاطفية التي تعيشها بعض السيدات ..
جل هم المرأة يصبح في الحالة هذه الحفاظ على قشرة اجتماعية واهية وعلاقة هشة تكمن بالعيش في واقع فرضي يناقض أحلامها ويغتال تطلعاتها لقاء امتيازات لحظية ومكاسب مادية زائلة ..
و في المقابل ثمة رجال قد ارتضوا العيش مع نساء بلا حب ووصل وشغف لقاء مظهر اجتماعي كاذب ينتج مؤسسة زوجية فاشلة جل همها ادارة منزل وتلبية احتياجات أسرة ترزح تحت نمط من الروتين والمفاهيم البالية ..
رجال بلا رجولة .. ونساء بلا أنوثة .. هي نماذج كثيرة وفيرة تغص بها مجتمعاتنا العربية وعلاقات مزيفة قوامها التمثيل والكذب والنفاق ..
مالذي يضطر امرأة في مجتمعنا للإرتباط برجل لاتحبه والاستمرار معه .. ؟ ليس هذا وحسب .. بل والإنجاب منه .. وهي مازالت تردد بالفم الملآن : لا أحبه ولستُ أشعر معه بشيء ساعة يغلق الباب علينا ..
حقاً لا أستطيع من الوجهة المنطقية والعلمية قبول حالة كهذه تحت أي مسمى أو مبرر تلقي بظلالها القاتمة ليس على الرجل والمرأة وحسب ، بل على الأبناء الذين يتشربون من أبويهم الزيف والتكاذب والخداع والإزذواجية المرعبة ..
في الوقت نفسه أجدني أحترم جداً المرأة التي تتخذ قرار الإنفصال على العيش تحت سقف كاذب هش ومزيف مساومة على عمرها وأجمل أيامها ..
أوليس من الخطأ القاتل أن تقوم مؤسساتنا العائلية على الكذب والتمثيل والنفاق والخداع ..؟
أوليس من الزيف والمعيب حقاً قبول امرأة بيع حياتها لرجل لاتحبه وهدر أجمل أيامها مع شريك يغيب التكافؤ معه من أجل مكاسب عينية ومادية ..؟
أوليس من الخطأ بمكان قبول الرجل بعلاقة مأزومة كهذه .. وهو العارف ضمناً بحقيقتها ومحتواها ..؟
د. سامر العطري