
كما تراني ياجميل أراك

رؤيتك للآخر تعكس محتواك وتدل على جوهرك وبنيتك الأخلاقية والتربوية والنفسية وسوية وعيك وثقافتك ..
فعندما ترى جمال الآخر :
بمحاسنه وممكناته وايجابياته ومزاياه قبل ملاحظة عيوبه وهفواته وسلبياته وزلاته .. فهذا مما يعكس جمالك وأصالتك ومروءتك وحسن تربيتك ، ويشي بنبلك ورقيك ونزاهتك وتوازنك وموضوعيتك ..
وعندما لاترى في الآخر سوى عيوبه ولا تذكر إلا زلاته وسلبياته . فهذا مما ينم عن أزماتك النفسية المستحكمة وسوء تربيتك ورداءة طويتك ، وغياب التوازن في أدائك . وانك قد ارتضيت ، من أسف ، تحويل مساحات وعيك إلى سلة مهملات تجمع فيها أخطاء الآخرين وتجسم فيها زلاتهم وهفواتهم . وفي ظنك أنك بذلك تعلو وتزهو، فيما أنت تصغر في عيون الآخرين وتفقد احترامهم ..
فكن جميلاً كي ترى جمال الآخر وممكناته ومزاياه ..
وروض ذاتك على الموضوعية كي ترى في الناس مالهم وماعليهم في آن معاً ، دون الغاء حسناتهم وميزاتهم وتجاهل ممكناتهم ، وتذكر أن الله تعالى قد خلق لك عينان لكي ترى فيهما معاً ومن خلالهما الحقائق والوقائع بحلوها ومرها معاً .. فلا تكن اعور في رؤيتك .. أو أحول في نظرة أحادية تستجمع فيها حقداً ثنائياً وكيداً مشوهاً وغباءاً مستحكماً حتى لو كان احدهم لك خصماً وعدواً . فتسمو الحياة في عينيك وتزهو وتتوازن وتتصالح مع ذاتك قبل صلحك مع الآخر ، وتبدو في عيون الناس كبيراً وأصيلاً وراقياً ونبيلاً ومتوازناً وحضارياً بامتياز …
د. سامر العطري