اخبار الدنيااقتصاد وتكنولوجيا
أخر الأخبار

باصات BYD الصينية تغزو قلب القارة العجوز

باصات BYD الصينية تغزو قلب القارة العجوز

باصات BYD الصينية تغزو قلب القارة العجوز

خاص الدنيا
لم تعد السيارات الكهربائية مجرد مستقبل للنقل، بل أصبحت حاضره، وخاصةً في أوروبا التي تسعى بجدية نحو الحياد الكربوني بحلول 2050.
وفي هذا السياق، برز اسمٌ لافت للنظر: BYD — الشركة الصينية التي بدأت كمصنّع صغير نسبياً، وها هي اليوم تُعدّ أحد أكبر مزوّدي الحافلات الكهربائية في العالم.

في السنوات الأخيرة، غزت باصات BYD شوارع عواصم أوروبية كبرى مثل لندن، باريس، برلين، ستوكهولم، أمستردام، وبرشلونة ، وغيرها، ليس فقط كتجربة رمزية، بل ضمن عقود طويلة الأمد لتوفير حلول نقل عام نظيفة وفعالة.

لماذا تختار الدول الأوروبية BYD بالتحديد؟

لا يعود اختيار شركات النقل العامة في أوروبا لباصات BYD إلى سعرها التنافسي فحسب، بل إلى مواصفاتها التقنية والبيئية المميزة، ومن أبرزها:

Zero Emission:

تعمل الباصات بكهرباء 100%، ما يعني عدم انبعاث أي غازات ضارة أو دخان.

المسافة الطويلة بشحنة واحدة: تصل بعض الطرازات إلى مدى يقارب 400 كيلومتر بعد شحن كامل، وهو رقم يضمن تغطية جولات العمل الكاملة دون الحاجة لإعادة الشحن المتكرر.

وقت الشحن القصير:

تعتمد تقنيات شحن سريع تتيح إعادة شحن البطارية خلال أقل من ساعة في بعض الحالات.

راحة الركاب وتقليل الضوضاء:

تصميم داخلي حديث مع تركيز على تقليل الاهتزازات والضجيج أثناء التشغيل.

تكلفة تشغيل منخفضة:

مقارنةً بالحافلات التقليدية التي تعتمد على الديزل، فإن الصيانة والتشغيل أقل تكلفة على المدى الطويل.

دعم أوروبي غير مباشر للشركات الصينية؟

قد يبدو غريباً أن أوروبا، التي تمتلك شركات تصنيع حافلات تاريخية مثل Mercedes-Benz وScania وVolvo Bus ، تفتح أبوابها أمام شركة صينية بهذا الحجم، لكن الأمر له جذور عملية.

بحسب دراسة نشرتها منظمة النقل العالمي (International Council on Clean Transportation – ICCT) ، فإن العديد من الشركات الأوروبية واجهت صعوبات في مواكبة الطلب السريع على الحافلات الكهربائية بسبب:

  • بطء خطوط الإنتاج.
  • ارتفاع تكلفة التطوير.
  • تحديات في سلسلة التوريد الخاصة بالبطاريات.

ومن هنا، جاءت BYD كحل سريع وعملي، خاصةً أنها كانت قد استثمرت مسبقاً في البنية التحتية اللازمة لتصنيع البطاريات والمكونات الكهربائية، مما ساعدها على تقديم منتج جاهز وموثوق.

BYD تصنع في أوروبا… وليس فقط تصدّر إليها

لكي تكون قريبة أكثر من السوق الأوروبي، لم تكتفِ BYD بالتصدير، بل اتخذت خطوات جادة لبناء حضور محلي.
في عام 2022، أطلقت الشركة مصنع تجميع للحافلات في مدينة كوفرتشيفا في المجر ، بطاقة إنتاجية تبلغ 300 حافلة سنوياً.
وتعمل هذه الوحدة على تجميع القطع التي تأتي من الصين، لكنها تُعتبر خطوة مهمة لتسريع عمليات التسليم وخلق فرص عمل محلية.

هذا القرار أثار في البداية بعض التساؤلات داخل الاتحاد الأوروبي حول الاعتماد المتزايد على المنتجات الآسيوية، لكن في الوقت نفسه، أظهر التزام BYD بتطوير حضورها بطريقة تتسم بالشفافية والتعاون.

هل سيطرت BYD حقاً على السوق الأوروبي؟

وفقاً لتقرير صادر عن (European Alternative Fuels Observatory EAFO) ، فإن عدد الحافلات الكهربائية العاملة في أوروبا تجاوز 8,000 حافلة نهاية عام 2023، ومن بينها، كانت BYD مسؤولة عن نحو 18% من الحصة السوقية في قطاع الحافلات الكهربائية المتوسطة والطويلة المسافة.

وهذا الرقم يجعلها ثاني أكبر مُصدّر في هذا القطاع، خلف شركة Solaris البولندية، التي تحتل المرتبة الأولى بفضل علاقاتها التاريخية مع الحكومات المحلية.

مستقبل النقل العام في أوروبا… صيني أم أوروبي؟

رغم الهيبة التاريخية لشركات النقل الأوروبية، إلا أن الواقع الحالي يُظهر أن السرعة والإمكانات الصينية تلعبان دوراً كبيراً في تسريع الانتقال إلى النقل الكهربائي .

ومع ذلك، بدأت الشركات الأوروبية الكبرى في الرد على التحدي.
فشركة Mercedes-Benz eCitaro وVolvo Electric Buses تعملان على تحديث خطوط إنتاجها، بينما تستثمر دول مثل ألمانيا وفرنسا في تصنيع البطاريات محلياً لتخفيض الاعتماد على الخارج.

لكن حتى تتحقق هذه الاستراتيجيات، فإن باصات BYD ستظل رفيق الطريق للكثير من مدن أوروبا، التي تبحث عن حلول فورية وصديقة للبيئة.

مصادر المعلومات:

European Alternative Fuels Observatory – EAFO

International Council on Clean Transportation – ICCT

BYD Official Website

Transport & Environment Europe

زر الذهاب إلى الأعلى