اقتصاد وتكنولوجيااخبار الدنياسورية والعالم
أخر الأخبار

المجتمع وأثره على الاقتصاد

المجتمع وأثره على الاقتصاد

المجتمع وأثره على الاقتصاد

خاص الدنيا – فيصل العطري
ما يبدو مجرد “كلمة لطيفة” أو “مقاطع فيديو” قد يؤثر باقتصاد دولة، مثلاً:

لطف المعاملة: سر نجاح التاجر الدمشقي

في أسواق دمشق القديمة، كانت الابتسامة، و الكلمة الطيبة، ودماثة الخلق، والأمانة أهم عوامل النجاح.
التجار الدمشقيون، منذ قرون، عرفوا أن السلوك جزء من العلامة التجارية.
فالمشتري لا يشتري “قطعة قماش”، بل يشتري تجربة:

  • كوب شاي، حديثاً مهذباً، وإحساساً بالتقدير، كلها عوامل تؤدي للولاء.
  • فالسائح لا يعود إلى بلاده حاملاً “مشتريات”، بل يتذكر معاملة لطيفة، كلمات لطيفة: “معوضين”، “خليها علينا”، “صحة وهنا” “شرفتونا”. يعود ويعرض صورته في قلعة دمشق، وهو يأكل عند “بكداش و “أبو العبد”، ويتحدث عن تجربته، مقدّماً دعاية مجانية لا تُقدر بثمن

الشيف بوراك: عندما أصبح الطاهي سفيراً اقتصادياً

في السنوات الأخيرة، أصبح الشيف “بوراك أوزديمير” ظاهرة عالمية، تجمع ملايين المشاهدات بفضل:

  • ابتسامته الدافئة.
  • حركاته المميزة.
  • احترافية التصوير.

لكن الأهم ماقدمه لبلاده، حيث:

  • ارتفع عدد السياح إلى تركيا بنسبة 34% بين 2020 و2023 (حسب وزارة السياحة التركية) “رغم انها كانت سنوات انتشار كورونا”.
  • زاد الاهتمام العالمي بالمنتجات التركية، خاصة حلوياتها (حسب عشرات المعارف من مختلف البلاد –الحلويات السورية أطيب مذاقاً- لكنها ليست منتشرة).
  • افتُتحت مطاعم تركية في نيويورك، لندن، وطوكيو.

بضعة مقاطع فيديو قد تدمر الاقتصاد أو تنعشه “الخيار لنا”.

تيك توك والجبن الأمريكي:

كشف تقرير لـ”سي أن أن بزنيس” بأن تطبيق تيك توك أحدث طفرة في صناعة جبنة القريش في أمريكا، حيث:

  • نشر مدونون فيديوهات عن “وجبات صحية” تستخدم الجبنة.
  • انتشر هاشتاغ حولها.
  • ارتفع الطلب بنسبة 65%  خلال 6 أشهر.
  • عادت الشركات للإنتاج بكامل طاقتها.

وفي حدث مشابه، شوكولا دبي:

  • انتشرت “شوكولاتة دبي” عبر وسائل التواصل.
  • بدأت شركات أمريكية بإنتاج نسخ مماثلة.
  • ارتفع الطلب العالمي على الفستق الحلبي، فارتفع سعره بنسبة  40%  في عام واحد.

ملاحظة: الولايات المتحدة هي ثاني أكبر منتج للفستق عالمياً.

السلوك الجماعي وتأثيره على السياحة: دروس من العالم

الإيجابي: دماثة المصريين وسحر الأهرامات

مصر ليست مجرد أهرامات و وادي الملوك، بل هي حضارة بُنيت على دماثة الشعب، وابتسامته، وكرم ضيافته.
السائح لا يزورها ليرى الآثار فقط، بل ليشعر بالترحيب، والانتماء، بلمسة إنسانية نادرة.

لكن هذه الصورة لم تكن مشرقة دوماً، ففي منتصف التسعينيات، شهد قطاع السياحة انهياراً بعد أحداث عنف أبرزها هجوم الأقصر عام 1997، فانخفض عدد السياح من أكثر من 5 ملايين إلى أقل من 2.5 مليون.
لكن من خلال حملات ترويج ذكية، تحسين الأمن، وتنويع المنتج السياحي (سياحة شعبية، ثقافية، علاجية)، شهد القطاع قفزة نوعية.

في 2023 ، أعلن البنك المركزي المصري أن إيرادات تجاوزت 13 مليار دولار وأن عدد السياح تجاوز13 مليون سائح.
مواقع مثل “أبو الهول” و”الواحة الجديدة” أصبحت أيقونات عالمية تُدرّ المليارات.

ما بدأ بابتسامة، انتهى بعائد اقتصادي هائل، فالسياحة لا تُبنى على الحجر، بل على الإحساس بالأمان، واللمسة الإنسانية.

ماليزيا: التسامح والتنوع مصدر دخل

نجحت ماليزيا في جذب السياح عبر:

  • تنوع ثقافي (مساجد ملاصقة لمعابد بوذية).
  • سلوك حضاري يحترم الجميع.
  • حملات ترويجية ناجحة مثل “Malaysia Truly Asia”.

النتيجة: انتعاش اقتصادي حيث تمثل السياحة 15% من الناتج المحلي.

جزر سيشيل: الجمال الطبيعي + الضيافة الاستوائية

رغم صغر مساحتها (455 كم²) وانعدام مواردها، تُدرّ سيشيل أكثر من 600 مليون دولار سنوياً من السياحة الفاخرة، بفضل:

  • ضيافة سكان الجزيرة، المعروفين بالهدوء واللطف.
  • ترويج إعلامي عبر أفلام وثائقية.
  • صور جوية مذهلة على وسائل التواصل.

السلبي: الجلافة والسماجة تُبعد السياح

في مدن وبلاد أخرى، دُمرت السياحة بسبب السماجة وسوء المعاملة “لن نذكر أمثلة”:

  • شكاوى من الوقاحة، ارتفاع الأسعار والتلاعب بها، المسكنة والشكوى الدائمة ومحاولات التسول.
  • معاملة السياح كنقود تتحرك على قدمين.

النتيجة:

  • تراجع التقييمات.
  • انخفاض الحجوزات.
  • انتقال السياح إلى وجهات أكثر ترحيباً.

فالاقتصاد لا يُبنى على الجشع، بل على حسن المعاملة و الكرم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى