أدب وفن ورياضة

في ذكرى ملكة الإغراء

في ذكرى ملكة الإغراء

في ذكرى ملكة الإغراء

د. سامر عبدالغني العطري

خاص الدنيا
لطالما لفتت انتباهي الفنانة الكبيرة هند رستم منذ نعومة الأظفار، ما دفعني في حقبة المراهقة لمشاهدة معظم أفلامها التي لم تكن تنتمي لمرحلة جيلي.
فتعلقت بها حد الشغف، حتى أني وجدت في هذه المرأة الاستثناء كاريزما أنثوية نادرة توجتها بجدارة لأن تكون ” ملكة الإغراء “.
وقد شدني إليها جمال آخاذ يدخل تلابيب الفؤاد ويتفوق على الجمال المصنع الذي تنتجه اليوم عمليات التجميل التي تخضع لها نجمات هذا الزمن دونما استثناء.
ولعلي لا أغالي إذا أكدت صعوبة منافسة نجمات زماننا لهند رستم في ممكنات الإغراء تحديدا .

فهند رستم صاحبة مدرسة خاصة ونادرة في الإغراء .
ففي الوقت الذي كان ومازال يسيطر على الوسط الفني نظرية:
” أخلعي أكتر تشتهرين أكتر ..”

فقد حرصت الفنانة هند رستم أن يكون لها مدرسة خاصة تتمثل في ” فن الإغراء بالإيحاء ..” وهو اغراء مجرب ومضمون النتائج يبطح أعتى الرجال عشقاً .. الإغراء النسائي فن ذكي وخارق واستثنائي له صاحباته وله قواعده ومؤهلاته وله توابله الشرقية الساخنة واللاذعة.
وهو خلطة سرية وسحرية لاعلاقة لها بالجمال والدلال والكمال، ولا بالأثواب القصيرة والجغرافية النسائية … أنه دهاء انثوي فتنوي بامتياز قد يأتي بنظرة وغمزة وهمسة لغماً متفجراً أو بركاناً من الأنوثة.

كانت البداية الحقيقية لهند رستم في السينما عندما قادتها الصدفة لمكتب شركة الأفلام المتحدة عام 1946 لتشارك في فيلم ” أزهار وأشواك ” ليراها المخرج حسن رضا ويعجب بجمالها ويغرم بأنوثتها ويقرر أن يتزوجها.
لتبدأ بعدها رحلة النجومية وتقديم أفلام البطولات.
غير أن المرحلة المتطورة من النجومية كانت على يد المخرج حسن الإمام الذي قدمها في عدد من الأفلام التي لاقت نجاحاً كبيراً.

وكما يقولون فإن لكل بداية نهاية .. فبعد النجاحات الكاسحة التي حققتها والجوائز التي حصدتها اختتمت حياتها الفنية بفيلم ” حياتي عذاب ” الذي قدمته عام 1979 لتعتزل بعده الفن وتجافي الأضواء وتدخل في عزلة تامة رفضت خلالها الظهور في اي مناسبات اجتماعية، لترحل بصمت وكبرياء في 8 آب عام 2011 تاركة خلفها رصيد كبير وتاريخ طويل من الأعمال الفنية وصلت إلى 70 فيلماً سينمائياً .

تميزت هند رستم بشخصية كاريزماتية وحضور آسر كللته بمواقف نبيلة في الوقوف إلى جانب أصدقائها بنبل وكرم ومروءة ، ناهيكم عن مبراتها.
وذاك مما يضيف للفنان بعداً أخلاقياً وإنسانياً يغني مسيرته ويعزز مصداقيته .

د. سامر العطري

 

زر الذهاب إلى الأعلى