
ماذا يحدث؟ أهو إغراق معلوماتي؟
خاص مجلة الدنيا
ماذا يحدث حولنا وفي العالم؟
هل لاحظتم أن معظم القضايا التي تحيط بنا (من الأزمات السياسية والاقتصادية، أخبار الأوبئة وانتشارها، وصولأً للتطورات التكنولوجية) تحيط بها روايات مختلفة، متضاربة، وأحيانأً متناقضة من أطراف متعددة؟
فريق يقول: “الاقتصاد يتعافى!”، وآخر يحذّر: “الانهيار قادم!”، وثالث يتنبأ بسيناريو مختلف تمامأً.
خبير يطمئن، وآخر ينذر، وثالث يقف في المنتصف… من نصدّق؟
هذا السبب ليس اختلاف وجهات النظر، بل يعزى لعملية خطيرة تُعرف بـ “الإغراق المعلوماتي”، وهو أسلوبٌ استخباراتي معروف.
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت أجهزة الاستخبارات (وبعض الجهات ذات الأجندات الخاصة) تضخّ آلاف الأخبار، التحليلات، كل منها يضئ لاتجاه، الشائعات كل دقيقة تبدو كحقائق، من مصادر تبدو موثوقة وأخرى مجهولة أو حتى مزيفة.
هذا الطوفان المعلوماتي لا يُربك العقل فحسب، بل يُضعف قدرتنا على التمييز بين الحقيقة والرأي، وبين التحليل المبني على وقائع والضجيج العاطفي المصطنع.
مما يجعلنا نشعر بالحيرة، القلق، وأحيانأً العجز… ونصبح عُرضة للاستقطاب أو التصديق الأعمى لما يتوافق مع مشاعرنا، لا مع الحقائق، ما يضعف إرادتنا ويُسهّل تمرير الأهداف الحقيقية التي قد تكون بعيدة كل البعد عن القصص والسيناريوهات التي نسمعها.
لذا، اليوم نحن بحاجة لأكثر من أي وقتٍ مضى، للعقل البارد والفكر النقدي والتأني في تلقي وقبول المعلومة.لا تصدّق كل ما يصلك لمجرد أنه “منتشر”، اسأل نفسك: من المصدر؟ ما الدليل؟ هل ينسجم مع الواقع والامكانيات، هل هذا يُضيء لي الطريق… أم يُعميه أكثر؟
#الإغراق_المعلوماتي #فكر_قبل_أن_تصدق