أدب وفن ورياضة

صباح فخري في ذكرى الرحيل

صباح فخري في ذكرى الرحيل

صباح فخري في ذكرى الرحيل

مازالت تبكيك الموشحات والأندلسيات والقدود ..و ساحات الفن ترثيك والغناء والبهاء ..قد رحلتَ مع ذكرياتنا الحلوة .. مع الأيام والليالي الحلوة والأسماء والأشياء الجميلة ..ما زلت أذكر بكثير من الشوق والعشق والحنين حكاية الصلح معكَ في أول سهرة فنية حضرتها لك في ” نادي الشرق ” وقد كنتُ في بداية الطريق ..يومها اعترضتُ على الخيار والحجز لحفلكَ وانتفضتُ حد الغضب وثرتُ وهددتُ ونددتُ ..

فلتسامحني ، فقد كان الموعد مع سهرة في ” الشيراتون ” للجميلة الأنيقة مادونا وداليدا رحمة .. وهن ممن أحب و أهوى في قلب وعقل وأهواء شاب جامح يعيش الهوى والشباب والأمل المنشود ..كنتُ آنذاك كثيراً ما أسمع بعيوني وحواسي العشقية وأهواء الفؤاد .. فأنحاز لهذه الحسناء حيناً ثم أتحمس لتلك الغانية أحياناً الفاتنة الجميلة .. فلتعذرني أنها أحكام القلب الذي لطالما أتعبني ….ليلتها كان حفلك الملحمي موعدنا الأول .. فكانت المواويل مدخلك لهذا القلب ، فسرعان ما صرخت بالآه طرباً وسلطنة .. وأنا الثائر ضدكَ قبل ساعات والمعترض عليكَ والمتحفظ …!!

غنيتَ لنا ” مالك ياحلوة مالك .. هو الغرام غير حالك ..؟ ” . فتمايلت الصبايا طرباً والجميلات عشقاً .. وانشدتَ ” قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلتِ بناسك متعبد ..” ورتلتَ عشقاً وشغفاً ” قدك المياس ” .. فداخت الحسناوات صاحبات القدود المياس ودخنا معهن وذبنا طرباً و صبابة وهن يرقصن ويتمايلن رقة وأنوثة ونشوة …وانتشى الفجرُ والبدرُ والعمرُ والعطر وأنتَ تؤذن آذان الصبح لتعود بنا إلى القدود والموشحات والغناء والإبداع الذي استمر حتى الساعة السادسة فجراً … فإذا هي ليلة من ليالي العمر ، سلام هي حتى مطلع الفجر فناً وطرباً وجمالاً وحباً وفرحاً وغناءً .. فكان فخري الكبير بذاك الصباح وعد على الحب وعهد خرجتُ منه وأنا تائه بين الطرب والفرح والعشق عائد إلى بيتنا في الحي العريق نوري باشا ..منذ تلك السهرة الملحمية وموعدي معكَ حق في السلطنة والطرب الأصيل والفن الجميل …صباح فخري أيقونة الفن والغناء والإبداع وزمن يامال الشام سنشتاق إليكَ ونبعثُ لك ألف جواب معمد بالحنين لزمانك وأيامك الجميلة ولياليك البديعة يامن ستبقى الحاضر أبداً في ذاكرتنا وقلوبنا ..

د. سامر العطري

زر الذهاب إلى الأعلى