TSMC إيراداتها خلال ستة أشهر تجاوزت ميزانيات دول خلال سنة!!!
TSMC إيراداتها خلال ستة أشهر تجاوزت ميزانيات دول خلال سنة!!!

TSMC إيراداتها خلال ستة أشهر تجاوزت ميزانيات دول خلال سنة!!!
خاص الدنيا
في عالمٍ كان يُعتقد فيه أن الثروة تأتي من باطن الأرض، جاءت قصة شركة TSMC لتقلب المعادلة رأسأً على عقب.
هذه الشركة الخاصة، التي لا تمتلك ثروات طبيعية ولا تعتمد على البترول أو التعدين، حققت خلال ستة أشهر فقط ما فاق مجموع الميزانيات السنوية لعدة دول عربية مجتمعة.
أعلنت شركة Taiwan Semiconductor Manufacturing Company، المعروفة اختصارأً بـ TSMC، عن إيرادات بلغت 60.8 مليار دولار أمريكي خلال النصف الأول من العام الجاري، أي زيادة بنسبة 40% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
هذا الرقم الضخم يأتي نتيجة للطلب المتزايد العالمي على الرقائق الإلكترونية، خاصةً تلك المستخدمة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، إن شركة TSMC ليست مجرد شركة تصنيع إلكترونيات، بل هي العمود الفقري لتكنولوجيا العالم الحديث، فهي أكبر شركة في العالم متخصصة في تصنيع الشرائح الدقيقة التي تدخل في صناعة كل شيء، من الهواتف الذكية إلى السيارات، ومن الحواسيب إلى الأنظمة العسكرية والفضائية، تعتمد عليها شركات كبرى مثل آبل وإنفيديا، وتتحكم بشكل كبير في سلسلة الإمداد العالمية للتكنولوجيا.
مع تصاعد الحاجة إلى معالجات الذكاء الاصطناعي، أصبحت TSMC أكثر من مجرد شركة، بل جزءأً حيويأً من البنية التحتية التكنولوجية العالمية.
مقارنة صارخة لاقتصاديات بعض الدول العربية:
إذا نظرنا إلى قائمة بعض الدول العربية ذات الاقتصادات الصغيرة أو المتوسطة، سنجد أن مجموع ناتجها المحلي الإجمالي السنوي يقل أو يساوي الإيرادات التي حققتها TSMC في نصف عام فقط.
على سبيل المثال لا الحصر، نجد أن:
- الأردن: نحو 52 مليار دولار (ناتج محلي إجمالي سنوي).
- تونس: حوالي 47 مليار دولار.
- لبنان: تراجع ناتجه إلى ما دون 20 مليار دولار بسبب الأزمة الاقتصادية.
بمعنى آخر، فإن إيرادات شركة واحدة فقط، تعمل في مجال التكنولوجيا، أكثر من مجموع إيرادات ثلاثة دول!!!.
ما فعلته TSMC ليس معجزة، بل هو نتيجة لاستثمار مدروس في العقل البشري، وتنمية المهارات، وبناء خبرات تقنية عبر عقود من البحث والتطوير.
فالشركة لا تمتلك مناجم ذهب، ولا آبار نفط، ولا حتى امتيازات حكومية ضخمة، لكنها وضعت الإنسان في مركز التنمية، وراكمت الخبرة التقنية خطوة بعد أخرى.
هذا الواقع يضع أمامنا سؤالأً جوهريأً: هل ما زلنا نستثمر في العوامل التقليدية للنمو، أم أن الوقت قد حان لنعيد النظر في أولوياتنا ونهجنا التنموي؟
ربما حان الوقت لندرك أن العصر الجديد لا يُبنى بالثروات الأرضية، بل بالفكر، بالعلم، وبالقدرة على الابتكار.