رحيل مهندس مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت
رحيل مهندس مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت
رحيل المحامي جيل دوفير مهندس مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت
هو محام ومحاضر وباحث أكاديمي وكاتب فرنسي، وهو مهندس مذكرات اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت التي صدرت عن المحكمة الجنائية الدولية.. إنه جيل دوفير.
حصل دوفير على درجة الدكتوراه في القانون، وعمل أستاذاً محاضراً في جامعة “ليون 3″، وأشرف على كثير من الأبحاث الأكاديمية في المجال القانوني، وقدم دراسات حول التحديات التي تواجه المسلمين في فرنسا والعالم.
* الدفاع عن القضية الفلسطينية:
عُرف بدفاعه عن القضية الفلسطينية، وخاض معركة قضائية للاعتراف بفلسطين دولة ذات سيادة منذ عام 2009، وقدّم شكاوى عدة ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية، أبرزها عام 2023 بتهمة ارتكابها جرائم حرب وإبادة جماعية في قطاع غزة، وفقاً لقناة الجزيرة الإخبارية.
أسس دوفير لجنة المحامين الدولية التي ساهمت في دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت في نوفمبر.
المولد والدراسة:
ولد جيل دوفير في سبتمبر 1956 في فرنسا وحصل دوفير على درجة الدكتوراة في القانون، وسُجِّل محاميا في نقابة المحامين بمدينة ليون عام 1985، أهلته خبرته في العمل ممرضا لفترة زمنية للحصول على شهادة عام 2007 من جامعة “ليون 3″، مما مكنه من الإشراف على البحوث في مجال “القانون الطبي”.
بدأ دوفير حياته المهنية ممرضاً قبل أن يقرر التحول إلى مجال القانون وبعد إنهائه دراسته العليا عمل أستاذاً محاضراً في جامعة “ليون 3″، وأشرف على كثير من الأبحاث الأكاديمية فيها كما شغل منصب رئيس تحرير مجلة “القانون: الأخلاقيات والرعاية”، وكتب عدداً من المؤلفات القانونية، ونشط في 3 مجالات رئيسية هي:
1-القطاع الصحي والاجتماعي.
2-والدفاع عن الحريات.
3-والقضايا المتعلقة بالقانون الدولي، لا سيما المتعلقة بفلسطين.
محامي لحماية حقوق المسلمين ومكافحة التمييز:
عمل دوفير أيضا محامياً لمنظمة تسعى لحماية حقوق المسلمين ومكافحة التمييز العنصري ضدهم وضد الإسلاموفوبيا، وقدّم استشارات قانونية ومثّل منظمات إسلامية، منها “المسجد الكبير في ليون” بعد أن صنفته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) “موقعا مفترضا لتجنيد منظمات إرهابية”.
عُرف دوفير أيضا بدفاعه عن القضية الفلسطينية لسنوات، فمنذ عام 2009 خاض معركة قضائية للاعتراف بدولة فلسطين في الهيئات القضائية الدولية حيث أثمرت جهوده حين أقرت المحكمة الجنائية الدولية، في فبراير 2021، أن فلسطين دولة ذات سيادة كاملة تمتلك صلاحية قانونية على الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وكان دوفير المتحدث باسم مجموعة تضم 350 منظمة غير حكومية و40 محامياً تولوا مسؤولية التعامل مع طلب العدالة المقدم بشأن جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في غزة بين عامي 2008 و2009.
كلفته السلطة الفلسطينية بتقديم شكوى نيابة عنها لدى الجنائية الدولية في يناير 2009.
قدم دوفير شكوى ضد إسرائيل في يوليو 2014 بعد عدوانها على قطاع غزة، وأدى ذلك إلى تحرك إعلامي كبير ضغط على محكمة العدل الدولية، ونتج عنه انضمام فلسطين إلى نظام روما الأساسي.
عقب هجوم طوفان الأقصى الذي أطلقته حركة (حماس) في السابع من أكتوبر 2023 على مستوطنات غلاف غزة، قدم دوفير مع 300 محام، شكوى ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في نوفمبر 2023 بتهمة ارتكابها إبادة جماعية في غزة حيث صرح دوفير بأن “غياب الماء والغذاء والرعاية الطبية والكهرباء، والنقل القسري للسكان تحت تهديد السلاح، مصحوبا بخطاب نزع الإنسانية، يمثل التعريف الدقيق للإبادة الجماعية”، وأوضح دوفير أن فريق المحامين طلب من الجنائية الدولية تركيز جهودها على الإبادة الجماعية في غزة، مؤكدا أنه إذا لم تتحرك المحكمة فستفقد مصداقيتها بشكل نهائي.
تأسيس لجنة المحامين الدولية:
وأسس دوفير لاحقا “لجنة المحامين الدولية” وضمت 800 محام وخبير قانوني، وساهمت في اتخاذ إجراءات قانونية أمام الجنائية الدولية، واستطاعت إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت في 21 نوفمبر الجاري.
أبرز مؤلفاته:
كتب دوفير خلال 30 سنة نحو 260 مقالاً متخصصاً في القانون الطبي، ونشر في مجلات علمية، وألّف مجموعة من الكتب منها:
- “قانون التمريض” عام 1995.
- “المسؤولية الطبية والحق في الرعاية الطبية” عام 1999.
- “مسؤولية الممرض” عام 2000.
- “القانون والدين الإسلامي” عام 2005.
- “القانون والإسلام في فرنسا” عام 2005.
- “شريعة فيشي” عام 2008.
- “رسالة من محام إلى صديقة ممرضة” عام 2013.
- “القدس الشرقية تحت حماية القانون الدولي” عام 2022.
توفي جيل دوفير في منزله في “ليون” عن عمر يناهز 68 عاماً، بعد معاناة مع مرض السرطان.
قبيل وفاته بأيام، و عقب صدور مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت، قال لابنه:
“الآن يمكنني أن أموت وأنا مرتاح”.