حكاية اغنية ألف ليلة وليلة
عندما أحضر الكاتب مرسي جميل عزيز، كلمات أغنية “الف ليلة وليلة ” لتقرأها السيدة أم كلثوم
أُعجبت بها كثيراً وأختارت الملحن الشاب ” بليغ حمدي ” ليقوم بتلحينها ..
سلمته الكلمات وبدأت توصيه من نوع :
الأغنية دي عايزاها شكل تاني ..
عايزاها تكسر الدنيا .. وعارفة إنك مش هتخيب ظني وهكذا ..
فطلب بليغ ان تعطيه الوقت كي يكون اللحن بالمستوى المطلوب، قائلاً:
ما تحاولوش تدوروا عليا لما أخلص اللحن هاجي اسمعهولك يا ست الكل …
واختفى بليغ لثلاثة أسابيع ولا أحد يعلم عنه شيئاً وبدأت الست بالقلق عليه والسؤال عنه .. واضطرت للإستعانة بمعارفها للبحث عنه، وبعد فترة من البحث عُثِر عليه في شالية، فتوجهت اليه الست فوراً متسائلة بإستغراب ” انت فين المدة دي كلها ؟؟! وعملت إيه في الاغنية ؟؟
فأجابها : انا مش طلبت يا ست الكل إنك ماتدوريش عليا وقولتلك لما اخلص هأظهر لوحدي؟؟
فردت : لكن انت طولت الغياب وده مش طبيعي !! فصدمها انه حتى لم ينتهي من تلحين المقطع الاول وقد لحن المقدمة الموسيقية فقط !!
إندهشت الست وطلبت منه ان يُسمعها ما لحن فبدأ بالعزف .. إندمجت الست لحد الدهشة وارتسمت على وجهها إبتسامة راضية لحد ما إنتهى من العزف ..
قامت الست قائلة: خد وقتك حتى لو لسه قدامك 3 شهور…
هكذا كان الفن الأصيل والجميل في ذاك الزمن الجميل المعمد بالذوق الرفيع والإبداع والتفرد
فأين نحن ياسادة من ذاك الزمن الجميل ؟!!
سامر العطري