الدعم أم المنافسة؟ بدأت الصين منذ سبعين سنة و بمساعدة من الاتحاد السوفياتي بصناعة السيارات، خلال ثلاثين سنة تالية كانت الحكومات الصينية المتعاقبة تحمي تلك الصناعة بشتى الوسائل وتمنع استيراد السيارات لكن صناعة السيارات الصينية لم تنجح بإنتاج أكثر من 100000سيارة سنوياً.
في بداية التسعينيات تصرفت الصين بجرأة وقامت بمشاركة الشركات العالمية والسماح لها بافتتاح مصانع بالشراكة مع الصين وبدأت العجلة تدور مع استمرار الحماية وتقييد استيراد السيارات من الخارج.
بالرغم من كل ذلك بقيت صناعة السيارات الصينية عرجاء ومحدودة وظل ركوب سيارة صينية الصنع أمراً مثيراً للقلق بالرغم من إجراءات الدعم والحماية وتقييد استيراد السيارات ولغاية سنة 2000 لم تنجح الصين بإنتاج أكثر من مليوني سيارة سنوياً.
سنة 2001 دخلت الصين اتفاقية التجارة الحرة وبدأ الانتاج بالتسارع حين اتخذت الصين قرارات جريئة حيث بدأت بموجب اتفاقية التجارة العالمية برفع القيود عن استيراد السيارات مما وضع أصحاب مصانع السيارات الصينية أمام خطر الإفلاس فاضطروا مرغمين لإعادة النظر بأساليب عملهم والعمل الحثيث لتطوير صناعتهم التي كانت تواجه الانهيار.
بالمقابل أشعل دخول السيارات المستوردة خيال المهندس الصيني فبدأ يقتبس ويطور وأدخل الالكترونيات الصينية المتطورة بصناعة السيارات مما أحدث نقلة نوعية بتلك الصناعات لدرجة وصُفت السيارات الصينية بأنها كتلة من التكنولوجيا.
بالرغم من رفع القيود عن الاستيراد أصبحت الصين سنة 2020 أكبر مصّدر للسيارات في العالم حيث يتوقع أن يصل انتاجها بنهاية السنة 35مليون سيارة سنوياً وأصبحت السوق الأضخم للسيارات الكهربائية.
الخلاصة: لم تنجح 50سنة من الحماية وتقييد الأسواق بتطوير تلك الصناعة حيث بقي الانتاج قليل الكمية وردئ النوعية، لكن المنافسة والمناخ الصحي أشعلا روح التحدي والعمل و خلال 20 سنة فقط حوّل صناعة السيارات الصينية لتصبح المصّدر الأول في العالم.
فيصل العطري
#الدعم_أم_المنافسة
#صناعة_السيارات_الصينية