اخبار الدنيا

الجمعة السوداء.. عملية سرية غير مسبوقة تنتهي بإحراق فرسان الثراء الفاحش

الجمعة السوداء.. عملية سرية غير مسبوقة تنتهي بإحراق فرسان الثراء الفاحش

الجمعة السوداء.. عملية سرية غير مسبوقة تنتهي بإحراق فرسان الثراء الفاحش

أشرف الملك الفرنسي فيليب الرابع الوسيم على العملية التي نفذت في سرية تامة بعد تحضيرات استمرت ثلاثة أسابيع، من دون أن تترك لقادة وأعضاء تنظيم “فرسان الهيكل” أي فرصة للمقاومة أو الهرب.

عملية تصفية تنظيم “فرسان الهيكل” التي امتدت إلى أنحاء أوروبا تواصلت حتى عام 1314، وانتهت بحرق قائد الجماعة الأكبر جاك دي مولاي.

الملك الفرنسي فيليب الرابع الوسيم، تخوف من تعاظم نفوذ هذا التنظيم وفي نفس الوقت أراد حل مشكلاته المالية بما في ذلك الأموال التي كان اقترضها من “فرسان الهيكل” بالاستيلاء على ثروات هائلة كان يقال إنها بحوزتهم.

فرسان الهيكل تحولوا بعد تلك “التصفية الجسدية” إلى لغز كبير في التاريخ، وإلى أسطورة مثيرة عن ثروات هائلة مخبأة، وعن قدح مقدس سحري عثر عليه أعضاء التنظيم في دهاليز تحت القدس.

وُجهت إلى هؤلاء “الرهبان” الذين انتظموا في تنظيم عسكري في البداية وشاركوا بنشاط في الحملات الصليبية ثم تحولوا إلى شبكة مالية متشعبة ومسيطرة، أقبح التهم وأنكرها، بما في ذلك التنصل من المسيح والبصق على الصليب، وعبادة صنم يدعى بافوميت، علاوة على اتهامهم بأنهم كانوا يقبلون مؤخرات بعضهم في مراسم خاصة، وانهم كانوا يمارسون اللواط والكثير من الخطايا الأخرى.

قام المحققون الملكيون باستجواب قادة وأعضاء “فرسان الهيكل” باستخدام أشد أنواع التعذيب وبالاستعانة بـ”أعضاء” تائبين من الجماعة، وحصل هؤلاء على ما أرادوا من اعترافات، على الرغم من أن بعض المدانين تراجعوا بعد ذلك عن شهاداتهم التي انتزعت منهم بالحديد والنار.

تم في فرنسا حرق العديد من رجالات “فرسان الهيكل” بعد أن تم انتزاع الاعترافات منهم. كانت وسائل التعذيب فظيعة إلى درجة أن أحد أعضاء التنظيم ويدعى إيمري دي فيليرز قال: “سأعترف بكل شيء.. أعتقد أنني سأعترف بأنني قتلت الرب إذا طلب منى ذلك”.

بابا الكنيسة الكاثوليكية علم بالأمر بعد أن انتهى ملك فرنسا الوسيم من القضاء على الجماعة التي كانت تحظى بمباركة الكنيسة وبدعم غير محدود بما في ذلك الإعفاء من الضرائب وبناء الكنائس والمعابد وغدارة شبكة مالية واسعة في أوروبا.

ثراء “فرسان الهيكل” بلغ مدى غير مسبوق حتى انهم اشتروا الكثير من القلاع والحصون وحتى الجزر. على سبيل المثال عقدوا صفقة رابحة مع الملك الإنجليزي ريتشارد قلب الأسد واشتروا بموجبها جزيرة قبرص.

منح الباباوات تنظيم “فرسان الهيكل” الكثير من الامتيازات غير المسبوقة بين عامي 1139 – 1144، وكانوا لا يخضعون للسلطات الحاكمة والكنسية في جميع أرجاء أوروبا، وكانوا يقدمون تقاريرهم إلى البابا فقط.

حصل التنظيم على أراض غنية وتبرعات نقدية كبيرة، وسرعان ما أصبح مؤسسة مالية ضخمة لها تأثير سياسي كبير.

يعد “فرسان الهيكل” بمثابة مخترعين للشيكات. قاموا بتزويد كل شيك ببصمة لصاحب الإيداع، كما فرضت ضريبة صغيرة على التعاملات بصكوك هذا التنظيم.

فرسان الهيكل انخرطوا أيضا في ممارسة الربا، وأقرضوا الأموال مقابل أرباح تقدر بين 10 إلى 15 بالمئة. نتيجة لنفوذهم الكبير أصبحت جل أوروبا دائنة لهم بما في ذلك الملوك.

علاوة على ذلك، قام تنظيم “فرسان الهيكل” بأعمال بناء نشطة، وشيد في أقل من مائة عام 80 كاتدرائية و70 كنيسة في أوروبا. وشارك هؤلاء في شق طرق، كانوا يتولون حراستها بأنفسهم، وعند التقاطعات قاموا ببناء أماكن مبيت للمسافرين. التقديرات تشير إلى أن تنظيم “فرسان الهيكل” بلغ عدد أعضائه في أوج قوته حوالي 20000.

المؤرخون المتخصصون يعتقدون أن أنشطة هذا التنظيم المالية والثروة الهائلة التي جمعها أثارت حسد وعداء القادة السياسيين وخاصة ملك فرنسا فيليب الرابع الوسيم.

هذا الملك كان يخشى من تعاظم قوة “فرسان الهيكل”، وكان يعاني في نفس الوقت من نقص مزمن في الأموال، ولذلك قرر حل جميع مشاكله وتبديد هواجسه بضربة واحدة.

هذا الأمر لم يتحقق. يقال إن الملك الفرنسي لم يعثر إلا على ثروة ضئيلة وإن “فرسان الهيكل” تمكنوا من إبعاد كنوزهم وإخفائها قبل أن يلقى بهم في لهيب النار.

المصدر: RT

زر الذهاب إلى الأعلى