جيلي تنهي صفقة استحواذها على زيكر بـ2.4 مليار دولار: هل يعيد ذلك ترتيب اللعبة في سوق السيارات الكهربائية؟

خاص الدنيا
أعلنت مجموعة جيلي أوتوموبيل (Geely Automobile Holdings) رسمياً إتمامها صفقة استحواذها على الحصة المتبقية من أسهم شركة زيكر (Zeeker) ، وذلك بقيمة بلغت 2.4 مليار دولار، مما يجعل الشركة الصينية المالك الوحيد لعلامة زيكر الفاخرة، والتي دخلت سوق السيارات الكهربائية بزخم كبير لكنها ما زالت تواجه تحديات تتعلق بالسمعة وخدمة بعد البيع.

حسب التفاصيل، تتضمن الصفقة شراء 892.7 مليون سهم بسعر 2.687 دولار لكل سهم، لتصل القيمة الإجمالية لشركة زيكر إلى نحو 6.83 مليار دولار وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بالعرض الأول الذي بلغ 2.2 مليار دولار، والذي واجه اعتراضات من عدد من المستثمرين الذين اعتبروا أن القيمة لا تعكس الأداء الحقيقي للشركة ولا إمكاناتها المستقبلية.

تأتي هذه الصفقة ضمن خطة شركة جيلي لإعادة هيكلة زيكر تحت إدارة واحدة، لدعمها في سوق السيارات الكهربائية، الذي يشهد تنافساً محموماً من شركات كبرى مثل تسلا، ونيو (NIO) ، وشي بينغ (XPeng) ، وبونيغ (BYTON) ، فضلاً عن هواوي و شاومي اللتان دخلتا بقوة.

 في ظل التنافس المتسارع في سوق السيارات الكهربائية تحتاج الشركات لسرعة باتخاذ القرار، والتكامل الكامل بين فرق البحث والتطوير، والإنتاج، والتسويق، والخدمات اللوجستية، وهذا كان يمنع جيلي من تطبيق رؤيتها بحرية بوجود مستثمرين خارجيين، دون الحاجة لاجراءات طويلة.

بعد الاستحواذ الكامل، ستتمكن جيلي من:

• تسريع وتيرة التطوير.
• تحسين تجربة المستخدم.
• توحيد الرؤية الاستراتيجية.
• تقوية مركزها في الأسواق الخارجية، خاصة في أوروبا والشرق الأوسط.

أداء زيكر في السوق

على الرغم من التحديات، حققت زيكر نمواً ملحوظاً في المبيعات، حيث بلغت مبيعاتها في الربع الأول من العام الجاري  41,403 وحدة، أي بزيادة 25% ، وفق البيانات الأخيرة. وتشمل المنتجات الرئيسية حالياً طراز زيكر 001 ، وهو سيارة كوبيه كهربائية عالية الأداء، ومؤخراً تم إطلاق زيكر 007 ، وهي سيارة SUV ذكية تهدف إلى منافسة الطرازات المميزة من تسلا وشي بينغ.

ملاحظات حول سمعة خدمة ما بعد البيع

رغم النمو في المبيعات، أعربت أصوات متزايدة من العملاء والموزعين عن قلقها البالغ بشأن مستوى خدمة ما بعد البيع التي تقدمها زيكر،  وشملت الشكاوى:

• تأخير بتوفر قطع الغيار.
• غياب نظام واضح ومحدد للصيانة.
• ضعف التواصل مع الوكلاء والموزعين.
• أسعار مبالغ بها لخدمات وقطع التبديل.
• عدم وجود ضمانات واضحة أو موحدة.

وقد تم توثيق العديد من هذه المشاكل عبر مجموعات المستخدمين ومواقع التواصل الاجتماعي، كما ظهرت مؤخراً شكاوى من شركات توزيع في الشرق الأوسط ، التي أفادت بأن تجربة التعاون مع زيكر كانت “غير مرضية”، واتهمت الإدارة المسؤولة هناك بتقديم شروط مجحفة وغير واضحة.

تأثير الصفقة على التوسع الخارجي

رغم هذه التحديات، تبقى زيكر من العلامات التي تحظى باهتمام دولي، خصوصاً مع تصميمها على دخول أسواق جديدة مثل أوروبا والشرق الأوسط،  وقد بدأت الشركة بالفعل في اختبار السوق الخليجي من خلال شراكات محلية، لكن النجاح طويل الأمد يعتمد بشكل كبير على تحسين البنية التحتية لخدمة العملاء وبناء ثقة أكبر مع الشركاء.

توقعات السوق

يرى الخبراء أن هذه الصفقة قد تكون نقطة تحول مهمة لشركة زيكر، شريطة أن تستثمر جيلي بشكل سريع في إعادة هيكلة العمليات، خاصة فيما يتعلق بـ:

• تحسين خدمات ما بعد البيع.
• تعزيز شبكة الصيانة.
• توفير أدلة تقنية واضحة للمستخدمين والوكلاء.
• تبني سياسات أكثر مرونة مع الشركاء الدوليين.